Fusul Min Falsafa Siniyya
فصول من الفلسفة الصينية: مع النص الكامل لكتاب الحوار لكونفوشيوس وكتاب منشيوس
Noocyada
ومع ذلك لا يترك شيئا بحاجة إلى إتمام (لاو تسو : 37).
ولدينا أبيات من شعر الزن متداولة في كل الأبحاث التي تتناول حكمة الزن، يعبران أفضل تعبير عن مبدأ اللافعل التاوي:
أجلس هنا لا أفعل شيئا.
الربيع يأتي،
والعشب ينمو من تلقاء ذاته.
فهل يعني مبدأ اللافعل، أو
wu wei
بالصينية، عدم القيام بشيء؟ إن الجواب على هذا السؤال متضمن في قول لاو تسو أعلاه بأن التاو «لا يترك شيئا بحاجة إلى إتمام». ومن لا يترك شيئا بحاجة إلى إتمام إنما «يفعل» ولكن بطريقة خاصة؛ فهو لا يجهد نفسه ولا يمارس القسر على الأشياء؛ ولذلك فقد قال في الفصل 8 عن التاو: «لأنه لا يجهد نفسه يصيب هدفه.» ولذلك فإننا إذا طابقنا بين تعبير «اللافعل» وتعبير «اللاجهد» نزيل كل لبس يتعلق بمفهوم اللافعل التاوي، الذي يتضمن عدم معاكسة الطبيعة بل الإفادة من خصائصها، ومن يتوافق يحصل على أفضل النتائج بأقل جهد ممكن. صحيح أن العشب ينمو من تلقاء ذاته على ما يقوله شاعر الزن أعلاه؛ فهذه سنة الطبيعة عندما يأتي الربيع، ولكن الفلاح أيضا يعمل وفق سنة الطبيعة عندما يعمل في الأرض لإنتاج القمح الذي يحفظ حياته؛ لأنه لا يمارس القسر على الطبيعة، بل يستفيد من خصائصها.
هذا ويجد لاو تسو في حركة الماء أفضل مثال عن تحقيق الغاية بدون جهد؛ فالماء يتدفق دون كد من منبعه ويجري بيسير وسهولة إلى مصبه، وإذا جوبه بتله التف عليها أو بسد صنع بحيرة. يقول لاو تسو في الفصل 4:
التاو يشق طريقه في العالم
Bog aan la aqoon