وتقول أنت في كتاب الله كلمة الباطل؟ وما لك لا تجرؤ أن تقول لواحد من هؤلاء الكتّاب أخرجَ كتابًا تلقّاه الناس بالقبول: "إنك تكذب"، وتنسب الكذب إلى الله المنتقم الجبار؟
أغَرَّك -ويلك- حلمه عنك، وأنه مَدّ لك حتى صرت تعطي الدكتوراة وأنت لم تأخذها، وتمنح العلم وأنت لا تملكه، وتؤلف في البلاغة وما أنت منها في شيء، ولا أُثِرَ عنك بيان غطّى على بيان الجاحظ وأبي حيان والرافعي والزيات، ولا أنت صاحب شعر ولا نثر، وقُصارى أمرك أنك أُدخلت على طلاب لا يفهمون من البلاغة إلا بمقدار ما يفهم من الصحافة صاحب «القبس»، فمَخْرَقْتَ عليهم وزعمت لهم أنك إمامها وأنك مؤذّنها وخطيبها، ورأيتهم صدَّقوا قولك فزدت فادّعيت أنك باني مسجدها ورافع منارتها، ولو أنت ادعيت النبوة فيهم ما وجدت منهم من يكذّبك أو يكفر بك، ما داموا يأخذون منك الدرجات في الامتحان، ثم يخرجون كما دخلوا، لا أنت علمتهم ولا هم تعلموا منك!
وكيف يتعلمون وقد جعلت دروس البلاغة عِيًّا، والفصاحة عامية، وكانت دروسك ذلك الخزي الذي نشره في «الرسالة» الأستاذ العمّاري، فكان تسلية لقراء الرسالة وفكاهة ضحكوا عليك به شهرًا؟
لقد كان كفرًا مبتكَرًا منك حين زعمت -في تلك الدروس- أن الله قال لمحمد: «يا أخي»، فكيف قعدت بك القريحة اليوم فلم تأتِ إلا بكفر عتيق قيل في مصر من عشرين سنة، وقيل في مكة قبل الهجرة، فكان سخرية الأوّلين والآخرين؟ ولقد بعثتَ يومئذ من يدافع عنك في «الرسالة»، فلم يبلغ به أدبه مع
1 / 58