157

Fusul Fi Dacwa

فصول في الدعوة والإصلاح

Daabacaha

دار المنارة للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Goobta Daabacaadda

جدة - المملكة العربية السعودية

Noocyada

ساعتان يا سادة في الأسبوع، ساعتان فقط، كان منهما هذا الخير كله. فكم من الخير العظيم يأتي من الساعات الثماني التي خُصِّصت للدين في هذه المملكة؟
* * *
قلت في أوائل هذه الأحاديث إن الحكومة ما قصّرت وقد خصصت للدين ثماني ساعات في الأسبوع بالمدارس، وجعلت له المكانة الأولى في الامتحان، فهل كان لهذه الساعات الثماني من الفائدة ما أفادته تلكم الساعتان؟ إذا أردتم معرفة الجواب فانظروا حال الطلاب، وإذا قلتم: عرِّفْنا ما هي الأسباب؟ قلت: هي المنهج، والمدرّس، والكتاب. والكلام في هذه الثلاث لا يُوفّى في حديث ولا في ثلاثة أحاديث، بل يحتاج إلى ثلاثين حديثًا، لذلك أشير إليه إشارة في ثلاث كلمات فقط.
أما المنهج فيُطلَب فيه أن يتعلم الطالب ما يصحح عقيدته أولًا، لا على الطريقة العقلية السخيفة التي تُتَّبَع في كثير من مدارس المسلمين ولمّا كنا صغارًا كانوا يعلّموننا بها، يقولون: كل موجود لا بد له من موجِد، فالنجّار صنع الباب، والبَنّاء بنى الدار، والله خلق العالم؛ فيذهب ذهن التلميذ رأسًا إلى هذا السؤال (أستغفر الله): مَنْ خلق الله؟ طريقة سخيفة! ولا بإقامة الأدلة على وجوده، بل بالطريقة القرآنية المبسطة، باعتبار أن الإيمان بالله بديهية. ثم تلقينه خوف الله ومحبته، وتعليمه عبادته ودعاءه. ثم نعلمه من الفقه ما يحتاج إليه في حياته، ما يحتاج إليه فقط، فلا نعلم التلميذ في الابتدائية موجبات الغسل، ولا ندرّس

1 / 172