109

Furuq Lughawiyya

الفرق

Baare

محمد إبراهيم سليم

Daabacaha

دار العلم والثقافة للنشر والتوزيع

Goobta Daabacaadda

القاهرة - مصر

الله عَلَيْهِم لَا يعزمون على الْفَوَاحِش وَهَذَا مثل قَوْله تَعَالَى (إِن الله وَمَلَائِكَته بصلون على النَّبِي) وَالصَّلَاة من الله الرَّحْمَة وَمن الْمَلَائِكَة الاسْتِغْفَار وَمن الْآدَمِيّين الدُّعَاء وَقَوله تَعَالَى (شهد الله أَنه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَة) فالشهادة من الله تَعَالَى إِخْبَار وَبَيَان وَمِنْهُم إِقْرَار والهم أَيْضا عِنْد الْحزن الَّذِي يذيب الْبدن من قَوْلك هم الشَّحْم إِذا أذابه وَسَنذكر الفروق بَين الْهم الْغم والحزن فِي بَابه إِن شَاءَ الله الْفرق بَين الْحَسَد والغبط أَن الغبظ هُوَ أَن تتمنى أَن يكون مثل حَال المغبوط لَك من غير أَن تُرِيدُ زوالهال عَنهُ والحسد أَن تتمنى أَن يتكون حَاله لَك دونه فَلهَذَا ذمّ الْحَسَد وَلم يذم الْغَبْطُ فَأَما مَا رُوِيَ أَنه غليه السَّلَام سُئِلَ فَقيل لَهُ أَيَضُرُّ الْغَبْطُ فَقَالَ نعم كَمَا يضر الْعَصَا الْخبط فَإِنَّهُ أَرَادَ أَن تتْرك مَا لَك فِيهِ سَعَة لِئَلَّا تدخل فِي الْمَكْرُوه وَهَذَا مثل قَوْلهم لَيْسَ الزّهْد فِي لاحرام إِنَّمَا الزّهْد فِي الْحَلَال والاغتباط الفر بِالنعْمَةِ وَالْغِبْطَة الْحَالة الْحَسَنَة الَّتِي يغبط عَلَيْهَا صَاحبهَا الْفرق بَين مَا يضاد الْإِرَادَة ويخالفها الْفرق بَين الْكَرَاهَة والإباء أَن الاباء هُوَ أَن يمْتَنع وَقد يكره الشَّيْء من لَا يقدر على إبائه وَقد رأيناهم للْملك أَبيت اللَّعْن وَلَا يعنون أَنَّك تكره اللَّعْن لِأَن اللَّعْن يكرههُ كل أحد وَإِنَّمَا يُرِيدُونَ أَنَّك تمْتَنع من أَن تلعن وتشتم لما تاتي من جميل الْأَفْعَال وَقَالَ الراجز من الرجز

1 / 128