جلبت إلى نفسي المنية عندما
نظرت فلم تخطئ فؤادي أسهمي
قالت: وهل تحبني؟ فقال:
إذا أنا لم أخبرك ما بي من الجوى
أما لحظت عيناك ذلك من عيني
قالت: نعم، ولكن لم لا تبوح؟ أما سمعت ما قيل:
إذا ملكت أيدي الهوى قلب عاشق
فأهون شيء ما تقول العواذل
قال: صدقت، ولكني أخشى أن يحول منك دون ذلك بعض الموانع بحيث أصبحت أرجوك وأخشاك. قالت: إذا كنت أحبك فلا مانع إن شاء الله، فقال دارتانيان في نفسه: الله أكبر، لعلها عشقتني، ثم دنا منها، فقالت له: وما برهانك على حبي؟ قال: مري تري. قالت: إن لي عدوا. قال: يا سبحان الله، وهل للوجه المليح أعداء؟ قالت: نعم عدو ألد خرق حرمتي وحط من قدري، وأنا مستعينة بك عليه. قال: ومن عساه يكون؟ قال: هو الكونت دي ويرد الخادع الماكر. قال: نعم وكرامة. قالت: وما ثوابك عندي؟ قال: وما ثواب المحب عند محبوبه إلا مثل هذا، ثم جذبها إليه وقبلها وقال: عرفت عدوك. قالت: كيف عرفته؟ قال: لقيته أمس في سمر فأراني خاتما زعم أنه منك، وأنا لذلك أنتقم لك منه غدا، فإما نصر وإما موت، ولكني أستصعب الموت في سبيل حبك وما بيدي منك غير الأمل. قالت: صدقت، فاذهب الآن فإن سلفي آت ولا يجمل بي أن يراك هنا، ثم ترجع عند الساعة الحادية عشرة، ثم دعت كاتي فقالت لها: متى جاء فخذيه إلى غرفتي. قالت: نعم، ثم قبل يدها وخرج.
الفصل الحادي والثلاثون
Bog aan la aqoon