يا ليلة سمح الزمان ببعضها
بعض السماح وليته لم يندم
وأنى لي بها ورد الفائت أيسر منها! بل نوال النجم أقرب من نوال أمثالها! فما أشك والله أنك فيها كنت تحبينني. قالت: نعم، لقد كان ذلك إذ كان النسيم باردا والجو صافيا والأرض بارزة في أثوابها القشب، وأنت توحي إلي من الحب آيات بينات ومن العشق سورا مفصلات، ولحظك يغازلني وكفك تغمزني، وما أظن أنثى يصيبها ما أصابني ولا تصبو. إلا إني لما عرفت من كلامك أنك خضعت لبعض الشيء وسولت لك نفسا أمرا غلبت عزة الملك على سكرة الهوى، فاستصرخت جواري وكان ما كان. قال: نعم، وهو ما زاد لي غراما فأنقصني صبرا ورفعني هياما فخفضني قدرا. وأنت تحسبين أنك تفلتين مني أو تقعد بي عنك وزارة الملك وعبء الأعمال ومعاناة الحكم، وأهون بها وبملوك الأرض جميعا في سبيل نظرة من جمالك، فإني لم أغب عنك ثمانية أيام حتى رأيتني عائدا إليك لا أقدر على الدنو منك، ولسان حالي ينشد:
لئن منعوا عني الزيارة طارقا
إليك فإني من بعيد أسلم
ولعل ذلك يحملك على بعض الرضى عني. قالت: أولا تعلم أن السعاية خالطت أمرنا وأبعدت ذات بيننا فجف ثرانا ووهت عرانا وثار الكردينال بالملك فصنع بي ما صنع من طرد الخاتون فرني ونفي يوتانج وفضيحة دي شفريز؟ ثم لما عزمت على الرجوع إلينا في سفارة، قام الملك بنفسه يعارض في الأمر، وإنه لشأن لو تعلم عظيم. قال: نعم، وهو ما ستثور به الحرب في فرنسا على قدم وساق، تطحن الهام برحاها، وتعجن بالدماء ثراها. وقد رأيت أن أسمعك بذكري إذا لم أقدر على مرآك، وما ظنك بدواعي بعثة جزيرة ري وحصار روشل وثورة البروتستان إن لم تكن.
لأجلك يا التي تيمت قلبي
وأنت بخيلة بالوصل عني
ولا أكذب الله أني لا أمل لي بالدخول إلى باريز دخلة فاتح شاهر سيفه، سوى أني أعلم أن لا بد من أن تكون هدنة على أثر تلك الحرب، فأرسل أنا في سفارة الصلح فأنظر إليك نظرة يرخص لدي في جنبها دماء رجال وأرواح أبطال تسيل على ظبى المرهفات وشبا الأسنة، ولا إخال الملك عند ذلك يرفض سفارتي لأني:
أرى أن صرح المجد ليس بسالم
Bog aan la aqoon