وبسرعة تم تغيير البنادق، وانطلقت مرة أخرى، فسقط الجندي الجريح، واثنان من العمال قتلى. وعندئذ فر بقية الرجال هاربين .
صاح آثوس: «والآن، هيا بنا نطاردهم، يا سادة.»
اندفع الأربعة خارجين من القلعة إلى ساحة المعركة، غير أنهم سرعان ما اقتنعوا بأن العدو لن يتوقف حتى يصل إلى موضع الأمان في المدينة. ولذا جمعوا بنادق الجنود الأربعة القتلى، وعادوا إلى القلعة ظافرين.
قال دارتانيان: «أتذكر أنك قلت إن ميلادي ستكون الآن قد غادرت شواطئ فرنسا، فإلى أين ستذهب؟» «إلى إنجلترا.» «وما هدفها؟»
أجاب آثوس: «هدفها أن تغتال دوق بكنجهام، أو تعمل على اغتياله. ولكن هذا لا يهمني في قليل أو كثير.»
استدار آثوس نحو خادمه، وقال: «أي جريمو، اربط فوطة مائدة في ساق خشبية، وضعها بحيث ترفرف فوق القلعة؛ فيبين هذا للعدو، أنهم يتعاملون مع جنود صناديد مخلصين من جنود الملك.»
أطاع جريمو الأمر، وسرعان ما كان العلم الأبيض يرفرف عاليا فوق الأبطال الأربعة، فاستقبل ظهور العلم بهتافات عالية من المعسكر.
استمر الأصدقاء الأربعة في تناول طعام الإفطار، والتحدث عن ميلادي. وارتجفت يدا دارتانيان حين فتح آثوس الورقة التي أجبر ميلادي على أن تسلمه إياها.
قال دارتانيان، وكأنما في هذه الورقة الحكم بإعدامه: «يجب تمزيق هذه الورقة!»
قال آثوس: «لا؛ فلهذه الورقة أهمية أكثر مما تظن.»
Bog aan la aqoon