الفصل السادس
استقبال دارتانيان استقبالا رسميا وسماعه أكثر مما كان متوقعا أن يسمع
في تلك اللحظة، كان السيد دي تريفي عصبي المزاج، إلا أنه رحب بالشاب دارتانيان في أدب، على حين انحنى له دارتانيان انحناءة شديدة. وابتسم السيد دي تريفي عند سماعه أولى كلمات دارتانيان؛ فقد ذكرته طريقة الكلام الغسقونية بأيام صباه، وبموطنه، ولكنه أشار إليه بأن ينتظر لحظة، وخطا نحو الباب، ونادى بصوت آمر مرتفع: «آثوس! بورثوس! أراميس!»
ولبى فارسان النداء في الحال، وتركا زملاءهما، وأسرعا إلى المكتب.
أخذ السيد دي تريفي يذرع أرض الحجرة جيئة وذهابا في صمت، وقد قطب ما بين جبينه. وكان في كل مرة يمر في صمت أمام بورثوس وأراميس اللذين وقفا منتصبي القامة صامتين، وكأنهما تمثالان. ثم وقف فجأة أمامهما تماما، وشرع ينظر إليهما من رأسيهما إلى أخمص أقدامهما، نظرة شزراء غاضبة.
صاح قائلا: «أتعرفان ماذا قال لي الملك مساء أمس فقط؟ أتعرفان، يا سادة؟»
أجاب الاثنان بعد لحظة سكوت: «لا، يا سيدي، لا نعرف.» «أخبرني بأنه سيختار فرسانه، في المستقبل، من بين حرس الكاردينال.»
شرق وجه الفارسين غضبا من هذه الإهانة. وأحس دارتانيان بالقلق الشديد، وتمنى لو انشقت الأرض وابتلعته.
استطرد السيد دي تريفي كلامه بغضب وحدة، فقال: «كان جلالته على حق! فبينما كنت ألعب الشطرنج معه، بالأمس، روى الكاردينال كيف أحدثتم اضطرابا، أيها الفرسان المستهترون! أنتم أيها الثرثارون! وظننته سيلحق بي إهانة، ويضطر حرسه إلى القبض عليكم. يا لرحمة السماء! لا بد أنكم تعرفون شيئا عن هذا الموضوع. يقبضون على فرساني! ألم تكونا هناك ضمنهم. لا تنكرا أنكما كنتما هناك، لقد تعرفوا عليكما، وذكر الكاردينال اسميكما.
وأنت، يا أراميس، لماذا ارتديت الحلة الرسمية وأنت لا تصلح إلا لأن تدرس في مدرسة للصغار؟ وأنت، يا بورثوس، أتعلق في حمالتك الجميلة سيفا من القش؟ وآثوس، لست أرى آثوس؟ أين هو؟»
Bog aan la aqoon