Farqan Bayna Awliya' Rahman iyo Awliya' Shaydan

Ibn Taymiyya d. 728 AH
32

Farqan Bayna Awliya' Rahman iyo Awliya' Shaydan

الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان

Baare

عبد القادر الأرناؤوط

Daabacaha

مكتبة دار البيان

Goobta Daabacaadda

دمشق

فالأبرار أصحاب اليمين هم المتقربون إليه بالفرائض، يفعلون ما أوجب الله عليهم، ويتركون ما حرم الله عليهم، ولا يكلفون أنفسهم بالمندوبات، ولا الكف عن فضول المباحات. وأما السابقون المقربون فتقربوا إليه بالنوافل بعد الفرائض، ففعلوا الواجبات والمستحبات، وتركوا المحرمات، والمكروهات، فلما تقربوا إليه بجميع مايقدرون عليه من محبوباتهم أحبهم الرب حبا تاما، كما قال تعالى: «ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه»، يعني الحب المطلق كقوله تعالى: ﴿اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين﴾ أي أنعم عليهم الانعام المطلق التام المذكور في قوله تعالى: ﴿ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا﴾ . فهؤلاء المقربون صارت المباحات في حقهم طاعات يتقربون بها إلى الله ﷿، فكانت أعمالهم كلها عبادات لله، فشربوا صرفا، كما عملوا له صرفا. والمقتصدون كان في أعمالهم ما فعلوه لنفوسهم، فلا يعاقبون عليه، ولا يثابون

1 / 34