235

Funun

كتاب الفنون

Baare

جورج المقدسي

Daabacaha

دار المشرق

Goobta Daabacaadda

بيروت - عام ١٩٧٠ م

Noocyada

عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض﴾. ولو لم تكن شواهد الآية، لكفى العاقل عذرًا؛ لأنه سح لما كرر ذكر الإضلال في كتابه، تبين بنفيه الإضلال عن كل أحد إلا من كانت هذه صفته. فثبت أن الإضلال نوع جزاء ومقابلة إلى أن يجيء تبين ما الإضلال. ولا يجوز أن يكون المراد به الإضلال عن الهدى، وهو قد بين أنه أصل الهدى؛ وهو الكتاب الذي سماه نورًا وضياءً وهدى. لم يبق إلا أنهم ضلوا به وفيه. وسماه إضلالًا ... هذا لو لم يكن إلا هذه الآية. فكيف وهناك آيات كثيرة، مثل قوله ﴿ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة﴾؟ ٢٤٨ - استدل حنبلي في أن الزيادة في دين الرهن لا تلحق به. فقال: إن الرهن اشتغل بالحق، وبكل جزء منه؛ حيث تناوله العقد، وتناول كل جزء منه. والشغل يمنع من فراغ محل يتعلق عليه الحبس الثاني. فصار محل العقد الثاني منعدمًا بالعقد الأول. قال له حنفي ناصرًا لمذهب أبي يوسف: الشغل لا يمنع الشغل، وإن كان مستوعبًا؛ كتعلق الجناية على الرهن، وهو إذا كان عبدًا فجنى بعد رهنه، والجناية على الجناية، وإن كان محبوسًا بالأولى. ولأنه، إن

1 / 241