145

From the Margins of Ibrahim Al-Saqqa on the Interpretation of Abu Al-Saud

من حاشية إبراهيم السقا على تفسير أبي السعود

Noocyada

باعتبار اتصافِهم بما ذُكر من النعوتِ الجميلةِ، وما فيه من معنى البعد؛ لما مر مرارًا من الإشارة إلى علوِّ درجتِهم وبُعْدِ منزلتِهم في الفضلِ، وقيل: إليهما معًا، فالتنوينُ في قولِهِ تعالَى: ﴿لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا﴾ على الأول: للتفخيم، وعلى الثاني: للتنويعِ،
ــ
ولذلك ترك العاطف (١) ههنا؛ لكونه كالنتيجة لما قبله كما مر في: ﴿أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ﴾ (٢)، بخلاف: ﴿وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾. (٣)
وأما حَمْل ﴿أُوْلَئِكَ﴾ على التعظيم فمما لا يظهر وجهه؛ لأن اسم الإشارة إنما يتوصل به إلى تعظيم المشار إليه بالبعيد، و﴿أُوْلَئِكَ﴾ ليس مختصا بالبعيد (٤)." (٥) أهـ
(باعتبار اتصافهم إلخ) لبيان علة الحكم.
(وما فيه من معنى البعد) وما عن (ع): طريقة.
(وقيل: إليهما): أي إشارة إليهما (٦)، وهو مقابل لـ (إشارة إلى الفريق الثاني).

(١) أي: ترك حرف العطف، وهو في هذا الموضع (الواو) حيث قال: ﴿أُوْلَئِكَ﴾، ولم يقل (وأولئك) كما في مواضع أخري نحو: ﴿أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة: ١٥٧].
(٢) سورة: البقرة، الآية: ٥.
(٣) ينظر: روح المعاني (١/ ٤٨٧).
(٤) هذا غير صحيح فـ (أولئك) اسم إشارة للبعيد؛ لاقترانه بالكاف، كما سبق بيانه.
وقال الإمام الآلوسي في " روح المعاني " (١/ ٤٨٧): " قيل: وما فيه من معنى البعد؛ للإشارة إلى علو درجتهم وبُعد منزلتهم في الفضل." وينظر: محاسن التأويل (٢/ ٧٩).
(٥) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٣٥ / أ).
(٦) أي: إشارة إلى الفريقين، وهذا هو الرأي الثاني.

1 / 146