الممدوح، وربما إلى تأليهه وعبادته، كما وقع للنصارى مع عيسى ﵇، وكما وقع لطوائف من غلاة الرافضة، والمتصوفة، مع الرسول ﷺ، أو مع آل بيته.
روى أحمد وأبو داود بإسناد جيد عن مطرف قال: قال لي أبي: «انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله ﷺ فقلنا: أنت سيدنا، فقال: " السيد الله ﵎ "، قلنا: وأفضلنا فضلا وأعظمنا طولا، فقال: "قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرنكم الشيطان» (١) .
وعن أنس ﵁ «أن ناسا قالوا: يا رسول الله، يا خيرنا، وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، فقال: " أيها الناس قولوا بقولكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد بن عبد الله، ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله ﷿» (٢) .
وعن عمر ﵁ أن النبي ﷺ قال: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، فإنما أنا عبد الله ورسوله» (٣) .
وعن أبي موسى ﵁ قال: «سمع النبي ﷺ رجلا يثني على رجل ويطريه في المدح، فقال: " أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل» (٤) .
وعن أبي بكرة ﵁ قال: «أثنى رجل على رجل عند النبي ﷺ فقال: " ويلك قطعت عنق صاحبك. . . ثلاثا " ثم قال: "من كان منكم مادحا أخاه لا محالة فليقل أحسب فلانا والله حسيبه، ولا يزكي على الله أحدا، أحسب كذا وكذا، إن كان يعلم ذلك منه» (٥) .
وعن معاوية قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إياكم والتمادح فإنه الذبح» (٦) .