50

Friday Sermon and Its Role in Educating the Nation

خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة

Daabacaha

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٢هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

وقال تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: ٩٢] وقال رسول الله ﷺ: «المسلم أخو المسلم» (١) . وقال ﷺ: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو. . .» الحديث " (٢) . وكل إخلال بهذه الحقيقة إنما هو إخلال، وتقصير في فريضة، فكيف يأتي هذا التقصير من قبل الخطيب، وهو يعلم أن هذا من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، والنصوص فيها أكثر من أن تحيط بها هذه الورقات. لذا فإن على الخطيب أن يحذر من كل سبب يؤدي إلى اهتزاز هذه الحقيقة في النفوس، وأن يجتنب كل عبارة أو فكرة تؤدي إلى زعزعتها، ومن ذلك: ١ - تخصيص شخص معين بالنقد. ٢ - تخصيص جماعة معينة بذلك. ٣ - تخصيص بلد أو جنسية معينة بالفساد وسوء الأحوال. وهذا لا يقلل من شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يقصد به مداراة الفساد والمفسدين أيا كانوا، فمما لا يخفى أن هذه المحاذير لا تحول بين الخطيب وبين الصدع بالحق، وهتك أستار الباطل، وتعرية المفسدين دون الحاجة إلى التعيين والتخصيص. فهدي النبي ﷺ خير الهدي، وأكمله، وأنفعه، وقد كان من هديه ﷺ عدم التخصيص إلا عندما تدعو مصلحة شرعية راجحة لذلك، ومما ورد عنه ﷺ في ذلك من الأحاديث الصحيحة: ١ - عن عائشة ﵂ قالت: «صنع رسول الله ﷺ شيئا فرخص فيه، فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ فخطب

(١) رواه مسلم (البر والصلة- ٢٥٨٠) . (٢) رواه البخاري (الأدب- ٦١٠١)، ومسلم (البر والصلة - ٢٥٨٦) .

1 / 58