أجبته في هدوء: «إذن سأفعل. لكن لا بد أن تعرف أنني لا أريد هذا ... لكنني سأفعل كي أحمي أسرتي.»
قال: «أشكرك يا فرانكنشتاين، وسألتزم بوعدي لك.»
نظر إلي في حذر وقال: «لكن اعلم أنني سأراقبك، كي أتأكد من أنك تلتزم بوعدك لي.»
ثم نهض من مكانه في عجالة وركض من الكوخ تاركا إياي وراءه. واستغرقت ساعات عديدة كيما أعثر على طريقي للعودة إلى البغل الذي كان جائعا للغاية حينما عثرت عليه. نزلنا الجبل سريعا، وقضيت الليلة في النزل، واستيقظت مبكرا في الصباح التالي بعد ليلة من النوم غير المريح.
كانت رحلة العودة الطويلة إلى بيليريف شاقة للغاية. وصلت المنزل في اليوم التالي. ولما سرت مسافة طويلة للغاية دون راحة بدا منظري وحشيا؛ إذ انتصب شعري وتغضنت ملابسي. في بادئ الأمر صدمت أسرتي لدى رؤيتي بهذا المظهر، لكنهم ابتهجوا بعدئذ لعودتي إلى المنزل. ومع أنهم أرادوا أن يعرفوا كل شيء بشأن رحلتي، فلم أستطع أن أخبرهم أي شيء مما حدث طيلة الأيام القليلة الماضية، فلدي الكثير لأفكر فيه، لذا استأذنتهم وأويت إلى الفراش.
الفصل الثالث عشر
رحلة إلى إنجلترا
مرت الأيام والأسابيع دون أن أستطيع البدء في العمل. وكنت أعلم أن هذا سيصيب المسخ بالجنون. كنت قد قرأت عن عالم في إنجلترا يدرس الجسد الأنثوي، وكنت أعرف أن دراسته سوف تساعدني في صنع زوجة المسخ. وأدركت أيضا أنها ربما تكون فرصة جيدة للابتعاد بعض الوقت، وقد أعلل الأمر لوالدي بأنني في حاجة إلى التعلم من هذا المعلم، وقد يمنحني هذا الوقت الكافي كي أصنع هذه المسخ الجديدة بعيدا عن أسرتي، إذ لم أشأ أن يروني في هذه الفترة.
وأملت أيضا أن هذا قد يبعد المسخ عن إليزابيث وأبي، فلا أريده أن يؤذي أكثر أشخاص أحببتهم في حياتي.
وفي صبيحة أحد الأيام، وفيما كنا نتناول الإفطار، قلت: «أبي، أود أن أذهب إلى إنجلترا. أشعر بتحسن شديد في الآونة الأخيرة، وأرى أن هذه الرحلة ستكون نافعة لي. أريد أن ألتقي عالما هناك يمكن أن يساعدني في مشروع سأبدؤه.»
Bog aan la aqoon