Foundations of Islamic Education and Its Methods in Home, School, and Society
أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع
Daabacaha
دار الفكر
Lambarka Daabacaadda
الخامسة والعشرون ١٤٢٨هـ
Sanadka Daabacaadda
٢٠٠٧م
Noocyada
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ﴾ [الروم: ٣٠/ ٢٥] .
﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ﴾ [السجدة: ٣٢/ ٥] .
والإنسان جزء صغير من هذا الكون، فلا جرم أنه خاضع في كل شئونه وحياته وموته، لتقدير العزيز العليم، ولسنن سنها لله.
﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ﴾ [الأنعام: ٦/ ٦١] .
٤- وكذلك الإنسان: قد رتب الله سننا اجتماعية لحياته:
فأرسل على أساسها الرسل، وعذب الأمم، وأهلك بعضها، ورتب آجالها، وغير أحوالها.
قال تعالى: ﴿سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ، لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾ [الرعد: ١٣/ ١٠-١١] .
وقال سبحانه: ﴿قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾ [آل عمران: ٣/ ١٣٧] .
وقد تأثر، بل توجه، ابن خلدون بهذه السنن الاجتماعية، المذكورة في القرآن، عند وضع معظم نظرياته الاجتماعية، بل وضع أساس علم الاجتماع في مقدمته المشهورة.
٥- الكون كله قانت لله:
ومن الفقرتين السابقتين ينتج معنا أن كل ما في الكون خاضع لله، ولتدبيره ولأمره، ولإرادته ومشيئته، وقد بين الله في مواضع من كتابه العزيز:
﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُون﴾ [البقرة: ٢/ ١١٦-١١٧] .
1 / 40