٤ - قال تعالى: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣٥)﴾ (النور).
قال ابن القيم ﵀: «قال تعالى عقيب أمره للمؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾، وسِرّ هذا الخبر: أن الجزاء من جنس العمل، فمن غَضّ بصره عما حَرَّم الله ﷿ عليه، عَوَّضَه الله تعالى من جنسه ما هو خير منه، فكما أمسك نور بصره عن المُحَرَّمَات، أَطْلَق الله نور بصيرته وقلبه، فرأى به ما لم يَرَه من أَطْلَق بصره ولم يغضه عن مَحَارِم الله تعالى» (١).
٥ - قال تعالى: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (١٦) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٧)﴾ (السجدة).
قال ابن رجب ﵀: «فإن المُتَهَجِّد قد ترك لذة النوم بالليل ولذة التَّمَتّع بأزواجه؛ طلبًا لما عند الله ﷿، فَعَوَّضَه الله تعالى خيرًا مما تركه وهو الحُور العِين في الجنة» (٢).