Foundations and Principles and Applications of Reflection
القواعد والأصول وتطبيقات التدبر
Daabacaha
دار الحضارة للنشر والتوزيع
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م
Noocyada
١٢ - قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (٥٥)﴾ (القصص).
وقال: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (٦٣)﴾ (الفرقان).
قال ابن القيم ﵀: «وكان رَفْع السلام مُتعينًا؛ لأنه حكاية ما قد وقع، ونَصْب السلام في آية الفرقان مُتعينًا؛ لأنه تعليم وإرشاد لما هو الأكمل والأولى للمؤمن أن يَعْتَمِدَه إذا خاطبه الجاهل» (١).
١٣ - قال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ (٢٤)﴾ (سبأ).
وقال: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٣١)﴾ (يونس).
قال ابن القيم ﵀: «هل يظهر فرق بين قوله تعالى في سورة يونس: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ﴾ (يونس: ٣١)، وبين قوله في سورة سبأ: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ﴾ (سبأ: ٢٤)؟
قيل: هذا من أدق هذه المواضع وأغمضها وألطفها فَرْقًا، فَتَدَبَّر السياق تجده نَقِيضًا لما وقع، فإن الآيات التي في يونس سِيقَت مَسَاق الاحتجاج عليهم بما أقروا به ولم يمكنهم إنكاره، من كون الرب تعالى هو رازقهم ومالك أسماعهم وأبصارهم ومُدَبِّر أمورهم وغيرها، ومُخْرِج الحي من الميت والميت من الحي، فلما كانوا مُقِرِّين بهذا كله، حَسُن الاحتجاج به عليهم، أن فاعل هذا هو الله الذي لا إله غيره،
(١) بدائع الفوائد (٢/ ١٦٠).
1 / 155