Firdawsul Xikmada ee Daawada
فردوس الحكمة في الطب
Baare
تصحيح : الدكتور محمد زبير الصديقي
Sanadka Daabacaadda
1928 م
Noocyada
الشهوة بحموضة السودا فلذلك صار البرد لا يضر بالشهوة إذا كان معتدلا ومن الدلائل على برد المعدة ان شهوتها في حال الصحة تكون أقوى من هضمها وان تشتهي الأشياء الباردة في حال صحتها وتضرها الأشياء الحارة، ويحمض جشاؤها، فان أفرط بردها اشتهت حينئذ الأشياء الحارة، ومن الدلائل على يبسها كثرة العطش وشهوة الأشياء اليابسة في حال صحتها، وان يثقل عليها الطعام لان اليبس ينشف رطوبتها، ويوافقها في حال صحتها الأشياء اليابسة، ويضرها الأشياء الرطبة، ويجف الفم، فان أفرط يبسها نفعها حينئذ الأشياء الرطبة، ومن الدلائل على رطوبة المعدة قلة العطش وكثرة الريق وموافقة الأشياء الرطبة في حال صحتها واضرار الأشياء اليابسة بها في حال الصحة، لأنه إذا تغير المزاج وفسد نفعه كل شئ يضاد ذلك الفساد، كما بينا فتفهم ذلك وقس عليه ان شاء الله، الباب الخامس في الجوع والعطش، والنوم والسهر والضحك والبكاء و التعب " وغير ذلك ".
ان الجوع، جوعان، جوع طبيعي، وجوع عرضي، فاما العرضي فإنه يسمى " الشهوة الكلبية " فان صاحبها لا يشبع، و سنذكره في بابه، واما الجوع الطبيعي فان علته ان الطبيعة " وهي الكيان " من شأنها تربية الأبدان وحفظها بالغذاء، فكما أن السراج إذا نفد دهنه أو كثر فيه الدهن جدا انطفأ فكذلك الحرارة العزيزة إذا فقدت غذاؤها البتة انطفت وان كثر عليها الغذاء جدا خنقها أيضا فأطفأها، وإذا قل الغذاء تحركت الحرارة الغريزية في طلبه وحملت على رطوبة البدن كله فيسمى طلبها المطعم والمشرب الجوع " أو العطش "
Bogga 87