فأول الفرق ( الشيعة ) وهم فرقة علي بن أبي طالب عليه السلام المسمون بشيعة علي عليه السلام في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وبعده معروفون بانقطاعهم إليه والقول بإمامته منهم المقداد بن الأسود وسلمان الفارسي وأبو ذر جندب بن جنادة الغفاري وعمار بن ياسر ومن وافق مودته مودة علي عليه السلام وهم أول من سمى باسم التشيع من هذه الأمة لأن اسم التشيع قديم شيعة إبراهيم وموسى وعيسى والأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين فلما قبض الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم افترقت فرقة الشيعة ثلاث فرق : ( فرقة ) منهم قالت أن عليا عليه السلام إمام مفترض الطاعة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجب على الناس القبول منه والأخذ ولا يجوز غيره الذي وضع عنده النبي صلى الله عليه وسلم من العلم ما يحتاج إليه الناس من الدين والحلال والحرام وجميع منافع دينهم ودنياهم ومضارها وجميع العلوم جليلها ودقيقها واستودعه ذلك كله واستحفظه إياه ولذا استحق الإمامة ومقام النبي صلى الله عليه وسلم لعصمته وطهارة مولده وسابقته وعلمه وسخائه وزهده وعدالته في رعيته وأن النبي صلى الله عليه وسلم نص عليه وأشار إليه باسمه ونسيه وعينه وقلد الأمة إمامته ونصبه لهم علما وعقد له عليهم إمرة المؤمنين وجعله أولى الناس منهم بأنفسهم في مواطن كثيرة مثل غدير خم وغيره وأعلمهم أن منزلته منزلة هارون من موسى صلى الله عليهما إلا أنه لا نبي بعده فهذا دليل إمامته ولا معنى إلا النبوة والإمامة وإذ جعله نظير نفسه في أنه أولى بهم منهم بأنفسهم في حياته ولقوله صلى الله عليه وسلم لبني وليعة : لتنتهن أو لأبعثن إليكم رجلا كنفسي فمقام النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلح من بعده إلا لمن هو كنفسه والإمامة من أجل الأمور بعد النبوة ، وقالوا أنه لابد مع ذلك من أن يقوم مقامه بعده رجل من ولده من ولد فاطمة بنت محمد عليهم السلام معصوم من الذنوب طاهر من العيوب تقي نقي مأمون رضي مبرأ من الآفات والعاهات في كل من الدين والنسب والمولد يؤمن منه العمد والخطأ والزلل منصوص عليه من الإمام الذي قبله مشار إليه بعينه واسمه الموالي له ناج والمعادي له كافر هالك والمتخذ دونه وليجة ضال مشرك ، وأن الإمامة جارية في عقبه ما اتصلت أمور الله وأمره ونهيه ، فلم تزل هذه الفرقة ثابتة على إمامته على ما ذكرنا حتى قتل علي عليه السلام في شهر رمضان ضر به عبد الرحمن بن ملجم المرادي لعنه الله ليلة تسع عشرة وتوفي ليلة إحدى وعشرين ليلة الأحد سنة أربعين من الهجرة وهو ابن ثلاث وستين سنة فكانت إمامته ثلاثين سنة وخلافته أربع سنين وتسعة أشهر وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف رضي الله عنهما وهو أول هاشمي ولد بين هاشميين
Bogga 20