ولم يعمل بهن إليك ساق وإني بنعمة الله علي وإحسانه لدي لجميع الأقربين ولإخواني المسلمين ولمن عمدني من وسائط المقربين لمحمد خاتم النبيين لكالخليع المحدودب على أهزعه رضفه ظهارا وراشه قوادما، أو كالعير المظطلع بعبوة غير متضايل إذا حسرت الحشو عن مجاراة القراسيه، أو كذي الرسل الباذل له في الحصى من الأوازم إذا لم تصر على الهجمة التوديه وعاد مخ المقاحيذ ريزا.
فمعنى الوسايط فهو القليل من كل قوم، وأما الخليع فهو الصانع للنبل الذي يبريها، قال الشاعر وهو جرير:
كما ابترك الخليع على القداح
والأهزع فهو السهم، قال الكميت:
فما أهوى أبا هزع من خفير ... لنا إلا التكمه يبتغينا
يقول: أنا لهم كالباري المقوم المصلح، ومعنى رضفه ظهارا أي كساه عقابا وراشه مقاديم نسر.
ومعنى كالعير المضطلع بعبوه يقول كالجمل القوي على الأحمال، والعبو فهو الحمل، يقول: أحمل أثقالهم وأصبر على كلامهم كصبر الجمل على الحمل الثقيل.
ومعنى غير متضايل أي غير واهن ولا حقير ولا ضعيف.
وأما قوله: إذا حسرت الحشو، فالحشو صغار الإبل التي لم تبلغ أثمان الكبار وانحسارها إعياؤها ، يقول إنها تصغر عن مبالغ الكبار القراسيه وتضعف عن أحمالها، والقراسية فهو البازل الشديد الفحل من الإبل.
وأما قوله: كذى الرسل الباذل له في الحصا [676] من الأوازم، يقول: إنه من البذل لهم والإنصاف في كل حال من غضب ورضا كذي الرسل، والرسل فهو اللين، يقول يبذل الرسل في عام الجدب وهي شبه الحصا التي تحصي الأموال وتفني بالجوع الناس، والأوازم فهي السنون المجدبة ومن ذلك سميت ساحقة الرأس الحاصة أي تحص الشعر حتى لا يبقى غير الجلد.
وأما قوله: إذا لم تصر على الهجمة التوديه، فهو العود الذي يصر عليه إخلاف الناقة، يقول: أبذل معروفي عند الجدب وذهاب المال وشدة الزمان ولا أضن به عنهم.
Bogga 197