وقوله: غير ثماد، يقول غير قليلة الماء ولا كدرة، والسلمه فهي قليلة الماء أيضا.
وأبتدر دونهم الحتوف، وألقى دون عقوتهم الصفوف صلة للرحم وطاعة للأعز الأعظم كصارم الهند أماط طبعه الهالكي وأرب حرباه الجمثي، ولا أكون أبدا لهم كالأهة المجرضة من يد الهنبل التي يظني نفثها ولا تكلم الرواجب انسيابها، بل ولله الحمد الظاهر لهم مني والباطن سواء ليس بينهما اعتلاج في شيء من الأشياء.
معنى يبتدر دونهم الحتوف هو يسبقهم إليها ويقيهم بنفسه دونها، والحتوف وهو الموت وكل شيء يخاف ويتقى، ومعنى عقوتهم فهو دارهم وعزهم، يلقى دونهم الصفوف ويكون كالصارم الهندي، والصارم فهو السيف.
ومعنى أماط فهو أزاح وجلى وطبعه ما يكون عليه من صداه، والهالكي فهو الصيقل قال الكميت بن زيد الأسدي يصف الوحش:
جنوحا كما ابترك الهالكي ... على النصل إذ طبع المنصل
وأرب حرباه الجنثي معنى أرب حرباه يقول أوثق مسماره وأحكم ضربه، والحربا فهو المسمار والجنثي فهو الزراد المركب للمسمار وأحكم ضربه، قال في ذلك لبيد بن ربيعة العامري يصف درعا:
أحكم الجنثي من عوراتها ... كل حربا إذا أكره صل
يقول: كل مسمار إذ ضرب صل.
ومعنى قوله: ولا أكون لهم كالأهة المجرضة من يد الهنبل، والأهة فهي الحية، المجرضة فهي المفلته التي تغدو، من يد [674] الهنبل يقول من يد الحاوي إذا انقلبت منه.
وقوله يظني نفثها، يريد لا يمهل سمها ويقتل سريعا، قال الطرباح بن حكيم الطائي:
ألا ليت أنا سكنا الديار ... إذا قتل الأهة الهنبل
يريد بالأهة الحية وبالهنبل الحاوي.
Bogga 195