أما أولها فمنع المسكين الهالك الذي لا يجد فسحة ما جعل الله له وهو شبعان في ما قد رزقه الله.
والثانية المعصية لله عز وجل؛ لأنه قد أمره بإخراجها والتسليم لها.
والثالثة سوء الظن بالله وانقطاع الرجاء من الله، والله يكذبه
في قوله ويشهد بالفضل لنفسه والتوسعة على عباده وقوله الحق سبحانه وأمره الصدق، وإنما يؤتى الخلق من نفوسهم لا إخلافا من الله سبحانه لهم، بل هو المحسن إليهم ، المتفضل عليهم التارك للمعاجلة لهم، باسط التوبة، مقيل العثرة، متم النعمة {وقليل من عبادي الشكور}[سبأ:13] إلا من عصم الله قلبه وشرح بالحق صدره، وإنما يدعوه إلى حبس الزكاة وخرج النفس الشيطان ليهلكه ويزيل عند الله مرتبته، والله سبحانه يقول في كتابه: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم}[البقرة:268].
[في الفاسق يستهلك العشور ولا يؤديها ثم تاب هل يجب عليه رد ما استهلك]
وسألتم عن رجل فاسق يأكل العشر ولا يؤدي ما يجب عليه منه ثم يتوب ويرجع إلى الله سبحانه، فقلت: هل يجب عليه أن يرد ما استهلك؟ وهل يجوز للفقير الفاسق العاصي لله أن يأخذ من العشر شيئا؟
قال محمد بن يحيى عليه السلام: يجب على هذا العاصي الغال
للزكاة الآكل لها إذا تاب وأناب أن يغرم كل ما استهلك منها ويؤدها إلى أهلها لا يسعه إلا ذلك ولا يحل له غيره.
[في أن الفقير العاصي لا حظ له في الزكاة]
وأما الفقير العاصي فليس له في الزكاة سهم ولم يجر الله سبحانه له فيها حظا ولم يجعل له سبحانه في الآخرة قدرا، وإنما جعل عز وجل هذه [668] السهام تجرى على أهل طاعته وعونا لهم على أهل معصيته ولم يجعل فيها لظالم حقا ولا لفاسق نصيبا.
وقلت: هل يجوز له أن يعطي الطوافين من الفقراء؟
Bogga 189