Fiqh of Worship by al-Uthaymeen
فقه العبادات للعثيمين
Noocyada
السؤال (١٤٧): فضيلة الشيخ، ما حكم من صام في بلد مسلم ثم انتقل إلى بلد آخر تأخر أهله عن البلد الأول ولزم من متابعتهم صيام أكثر من ثلاثين يوم أو العكس؟
الجواب: إذا انتقل الإنسان من بلد إسلامي إلى بلد إسلامي وتأخر إفطار البلد الذي انتقل إليه، فإنه يبقى معهم حتى يفطروا، لأن الصوم يوم يصوم الناس، والفطر يوم يفطر الناس، والأضحى يوم يضحي الناس، فهو كما لو سافر إلى بلد تأخر فيه غروب الشمس، فإنه قد يزيد عن اليوم المعتاد ساعتين أو ثلاثًا أو أكثر، ولأنه إذا انتقل إلى البلد الثاني فإن الهلال لم ير فيه، وقد أمر النبي ﵊ أن لا نصوم إلا لرؤيته، وكذلك قال: "أفطروا لرؤيته" (١)، وأما العكس مثل أن ينتقل من بلد تأخر ثبوت الشهر عنده، إلى بلد تقدم فيه ثبوت الشهر فإنه يفطر معهم، ويقضي ما فاته من رمضان، إن فاته يوم قضي يومًا، وإن فاته يومان قضي يومين.
(١) تقدم تخريجه ص (٢٤٧) .
السؤال (١٤٨): فضيلة الشيخ، لكن قد يقول قائل: لماذا يؤمر بصيام أكثر من ثلاثين يومًا في الأولى ويقضي في الثانية؟
الجواب: يقضي في الثانية لأن الشهر لا يمكن أن ينقص عن تسعة وعشرين يومًا، ويزيد على الثلاثين يومًا، لأنه لم ير الهلال، وفي الأول قلنا له أفطر وإن تم تتم تسعة وعشرين يومًا، لأن الهلال رؤي فإذا رؤي لابد من الفطر، يعني يمكن أن تصوم يومًا من شوال، ولما كنت ناقصًا عن تسعة وعشرين لزمك أن تتم تسعة وعشرين، بخلاف الثاني فإنه لا يزال في رمضان، إذا قدمت إلى بلد لم يروا الهلال فأنت في رمضان فكيف تفطر فيلزمك البقاء وإذا زاد عليك الشهر فهو كزيادة الساعات في اليوم.
آداب الصيام
السؤال (١٤٩): فضيلة الشيخ، ما هي آداب الصيام؟
الجواب: من آداب الصيام لزوم تقوى الله ﷿ بفعل أوامره واجتناب نواهيه، لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة: ١٨٣)، ولقول النبي ﷺ: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" (١) .
ومن آداب الصيام: أن يكثر من الصدقة والبر والإحسان إلى الناس، لا سيما في رمضان، فلقد كان رسول الله ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن (٢) .
ومنها: أن يتجنب ما حرم الله عليه من الكذب والسب والشتم والغش والخيانة، والنظر المحرم، والاستماع للشيء المحرم، إلى غير ذلك من المحرمات التي يجب على الصائم وغيره أن يتجنبها، ولكنها للصائم أوكد.
ومن آداب الصيام: أن يتسحر، وأن يؤخر السحور، لقول النبي ﷺ: " تسحروا فإن في السحور بركة" (٣) .
ومن آدابه أيضًا: أن يفطر على رطب، فإن لم يجد فتمر، فإن لم يجد فعلى ماء، وأن يبادر بالفطر من حين أن يتحقق غروب الشمس أو يغلب على ظنه أنها غربت، لقول النبي ﷺ: " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر (٤) .
حكم أكل وشرب من شك في طلوع الفجر
(١) أخرجه البخاري، كتاب الصوم، باب من لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم، رقم (١٩٠٣) .
(٢) أخرجه البخاري، كتاب الصوم، باب أجود ما كان النبي ﷺ يكون في رمضان، رقم (١٩٠٢)، ومسلم، كتاب الفضائل، باب كان النبي ﷺ أجود الناس بالخير رقم (٢٣٠٨) .
(٣) أخرجه البخاري، كتاب الصوم، باب بركة السحور من غير إيجاب، رقم (١٩٢٣)، ومسلم، كتاب الصيام، باب فضل السحور، رقم (١٠٩٦) .
(٤) أخرجه البخاري، كتاب الصوم، باب تعجيل الفطر، رقم (١٩٥٧)، ومسلم، كتاب الصيام، باب فضل السحور وتعجيل الفطر، رقم (١٠٩٨) .
1 / 238