164

Fiqh of the Signs of the Hour

فقه أشراط الساعة

Daabacaha

الدار العالمية للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

السادسة

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Noocyada

وعن عبد الله بن عمرو ﵄ أن النبي ﷺ قال: "بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيةً، وَحَدِّثوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ" (١).
قال ابن حبان -رحمه الله تعالى-: "في أمر النبي ﷺ أمته بالتبليغ عنه مَنْ بَعدهم -مع ذكره إيجابَ النار للكاذب عليه- دليل على أنه إنما أُمِر بالتبليغ عنه ما قاله ﵇، وما كان من سنته فعلًا أو سكوتًا عند المشاهدة، لا أنه يدخل به في قوله ﷺ: "نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً" المحدثون بأسرهم، بل لا يدخل في ظاهر هذا الخطاب إلا من أدى صحيح حديث رسول الله ﷺ دون سقيمه، وإني خائف على من روى ما سمع من الصحيح والسقيم أن يدخل في جملة الكذبة على رسول الله ﷺ إذا كان عالمًا بما يروى" (٢) اهـ.
وعن أبي هريرة ﵁ قال رسول الله ﷺ: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ» (٣).
وعن عبد الله بن وهب قال: قال لي مالك: «اعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ يَسْلَمُ رَجُلٌ حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ، وَلَا يَكُونُ إِمَامًا (٤) أَبَدًا وَهُوَ يُحَدِّثُ بِكُلِّ مَا سَمِعَ» (٥).

(١) انظر تخريجه ص (١٧٨).
(٢) "كتاب المجروحين " ص (٦).
(٣) رواه مسلم في مقدمة "صحيحه " (٥).
(٤) رواه مسلم في "السابق" (٤).
(٥) قال النووي -رحمه الله تعالى- في شرحه: "معناه أنه إذا حدَّث بكل ما سمع كثُر الخطأ في روايته، فتُرك الاعتماد عليه، والأخذ عنه" اهـ. من "شرح النووي" (١/ ٧٥).

1 / 164