Fiqh of Contemporary Issues in Worship
فقه النوازل في العبادات
Noocyada
من شروط صحة الصلاة: الوقت باتفاق العلماء، ودليل ذلك:
قول الله ﷿: ﴿أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ (١) .
وأيضًا قوله ﷿: ﴿إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾ النساء١٠٣ (٢) .
وأحاديث الوقت كثيرة ومن أصحها حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما وهوحديث قولي وهو أرجح من حديث إمامة جبريل للنبي ﷺ كما في حديث جابر وبن عباس ﵃.
ومن تيسير الشريعة وتسهيلها أنها ربطت أوقات الصلاة بعلامات كونية أفقية يشاهدها الجميع لا تخفى عليهم، يدركها العالم والجاهل والحضري والبدوي.
فنجد أن (صلاة الفجر): يدخل وقتها بطلوع الفجر الثاني، ويستمر إلى طلوع الشمس.
(صلاة الظهر): يدخل وقتها بزوال الشمس، ويستمر إلى أن يصير ظل كل شيء مثله سوى فيء الزوال.
(صلاة العصر): يستمر إلى اصفرار الشمس، ثم وقت ضرورة إلى غروب الشمس.
(صلاة المغرب): من غروب الشمس إلى مغيب الشفق.
(صلاة العشاء): من مغيب الشفق إلى انتصاف الليل.
فهل ينوب مناب هذه العلامات الكونية الأفقية شيء كالحساب أو لا؟
نجد الناس اليوم بسبب كثرة الأنوار واتساع العمران وكذلك أيضًا وجود البنايات الشاهقة في المدن الكبيرة وحتى في المدن الصغيرة..إلخ،قد أعرضوا عن هذه العلامات الكونية الأفقية واعتمدوا على ما يسمى بالحساب والتقاويم والساعات وكذلك ما يوجد الآن من أجهزة الكومبيوتر التي تحدد وقت الصلاة في أي مدينة من مدن العالم ليس لمجرد يوم أو يومين أو شهر أو شهرين بل تحدده لسنوات.
فما مدى صحة اعتماد المسلم في صلاته على مثل هذه التقاويم وكذلك أيضًا هذه الساعات والأجهزة كأجهزة الكومبيوتر؟
_________
(١) الإسراء ٧٨
(٢) النساء١٠٣
1 / 34