Fiqh al-Sīrah al-Nabawiyyah by Munir al-Ghadban

Munir al-Ghadhban d. 1435 AH
36

Fiqh al-Sīrah al-Nabawiyyah by Munir al-Ghadban

فقه السيرة النبوية لمنير الغضبان

Daabacaha

جامعة أم القرى

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤١٣هـ - ١٩٩٢ م

Noocyada

قال لهم عمرو إنه لم يمت ولكن دخل في الصخرة، ثم أمرهم بعبادتها، وأن يبنوا عليها بيتا يسمى اللات، ويقال دام أمره وأمر ولده على هذا بمكة ثلاثمائة سنة، فلما هلك سميت تلك الصخرة: اللات مخففة التاء واتخذ صنما يعبد) (١) .. وكانت التلبية في عهد إبراهيم: لبيك لا شريك لك، حتى كان عمرو بن لحي. فبينما هو يلبي تمثل له الشيطان في صورة شيخ يلبي معه. فقال عمرو: لبيك لا شريك لك. فقال الشيخ: إلا شريكا هو لك. فأنكر ذلك عمرو وقال: وما هذا؟ فقال الشيخ: قل: تملكه وما ملك، فإنه لا بأس: بهذا، فقالها عمرو، فدانت بها العرب) (٢). إنها الطاعة العمياء التي تقود إلى الضلال، فإعظام العرب عمرو بن لحي دفعهم إلى طاعته في كل ما شرع، ودفعهم إلى الشرك بالله. كما كان الأحبار والرهبان يفعلون باليهود والنصارى. يقول ابن تيمية: (وقال سبحانه عن النصارى (٤: ١٧١): ﴿يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله﴾.وقال (٥: ١٦ و٧٢): ﴿لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم﴾ إلى غير ذلك من المواضع. ثم إن الغلو في الأنبياء والصالحين: قد وقع في طوائف من ضلال المتعبدة والمتصوفة حتى خالط كثيرا منهم من مذاهب الحلول والاتحاد ما هو أقبح من قول النصارى أو مثله أو دونه. وقال تعالى: (٩: ٣١) ﴿اتخذوا

(١) الروض الأنف للسهيلي ١/ ١٠١. (٢) الروض الأنف للسهيلي ١/ ١٠٢.

1 / 40