Fiqh al-Da'wah in Sahih al-Bukhari
فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري
Daabacaha
الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
Daabacaad
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٢١ هـ
Noocyada
فينبغي للداعية أن يستخدم هذا الأسلوب مع المدعوين، لما له من الأهمية البالغة في الحث على العمل والمواظبة عليه.
سادسا: من صفات الداعية: استصحاب النية الصالحة: النية الصادقة الصالحة من أعظم صفات الداعية؛ لقوله ﷺ في هذا الحديث: «هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه»، فدل ذلك على أن المهاجر في سبيل الله يحصل على فضل المجاهد في سبيل الله ﷿ بالنية الصالحة الصادقة، وأن من جلس في أرضه ولم يهاجر ولم يجاهد، ولكن عنده أعمال صالحة، ونية صادقة يتمنَّى الجهاد بها، فله فضل الجهاد.
قال الحافظ ابن حجر ﵀: " وفيه إشارة إلى أن درجة المجاهدين قد ينالها غير المجاهد، إما بالنية الصالحة، أو بما يوازيه من الأعمال الصالحة؛ لأنه ﷺ أمر الجميع بالدعاء بالفردوس بعد أن أعلمهم أنه أعِدَّ للمجاهدين " (١).
فينبغي للداعية أن يتصف بالنية الصالحة الصادقة؛ فإنه يحصل بها على الثواب العظيم؛ ولهذا قال ﷺ: «من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه» (٢) وقال ﷺ: «ما من امرئ تكون له صلاة بليل فيغلبه عليها نوم، إلا كتِبَ له أجر صلاته وكان نومه عليه صدقة» (٣) وقد عظَّم الله أمر النية الصالحة فقال ﷿: ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء: ١١٤] (٤) وهذا يدل على أهمية النية الصالحة وأن الدعاة إلى الله بحاجة إلى إصلاح النية، فإذا صلحت أعطيَ العبد الثواب
(١) فتح الباري ٦/ ١٣.
(٢) تقدم تخريجه في الدرس الثالث من هذا الحديث، ص ١٨٣.
(٣) أبو داود، كتاب الصلاة، باب من نوى القيام فنام ٢/ ٣٤ برقم ١٣١٤، والنسائي، كتاب قيام الليل وتطوع النهار، باب من كان له صلاة بليل فغلبه عليها النوم، ٣/ ٢٧٥، برقم ١٧٨٤، وصححه الألباني في إرواء الغليل ٢/ ٢٠٤، وصحيح النسائي ١/ ٣٨٦.
(٤) سورة النساء، الآية: ١١٤.
1 / 184