176

Fiqh al-Da'wah in Sahih al-Bukhari

فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري

Daabacaha

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢١ هـ

Noocyada

فعلى الداعية أن يعلم أنه لا حرج في ركوب البحر للدعوة إلى الله تعالى، وهذا من الوسائل النافعة عند الحاجة لذلك. والله المستعان.
عاشرا: من صفات الداعية: الحرص على الدقة في الحديث: لا شك أن من الصفات المهمة التي ينبغي أن يلتزمها الداعية، الحرص على صحة ما يقول وينقل للناس، حتى لا يكذب على النبي ﷺ؛ وللحرص على هذه الصفة قال إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة في روايته لهذا الحديث: «يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرَّة- أو مثل الملوك على الأسرَّة» قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: " وهذا الشك من إسحاق، يشعر بأنه كان يحافظ على تأدية الحديث بلفظه ولا يتوسع في تأديته بالمعنى " (١) وهذا يدل على حرص السلف على تَحَرِّيهِم في النقل، وصدقهم؛ لأنه لما أشكل على إسحاق لفظ الحديث أبدى الإشكال ولم يأخذ بقوة الظن فيخبر به (٢).
وهكذا ينبغي للدعاة إلى الله تعالى الحرص على ضبط الرواية والدقة في نقل الأخبار، والأقوال، وخاصة إذا كان النقل عن النبي ﷺ، فإذا لم يتيقن ذلك قال في نهاية الحديث: أو كما قال ﷺ، أو الحديث بمعناه، وكذلك الأحاديث التي يشك في صحتها يقول: ذكِرَ، أَوْ روِيَ، أو جاء، حتى لا يقع في قوله ﷺ: (٣) «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع» (٤).

(١) فتح الباري لابن حجر، ١١/ ٦٤، وانظر: كتاب الكفاية في علم الرواية، للخطيب البغدادي، ص ٢٦٥ - ٣١٦.
(٢) انظر: بهجة النفوس لابن أبي جمرة، ١/ ١٢٨.
(٣) انظر: الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير، بقلم العلامة أحمد محمد شاكر، ٢/ ٣٧٧ - ٤٤٢.
(٤) صحيح مسلم، في المقدمة، باب النهي عن الحديث بكل ما سمع ١/ ١٠ برقم ٥، وانظر: الحديث رقم ٣، الدرس الرابع.

1 / 179