أعمال البر؛ لقوله ﷺ: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له» (١).
فعلى الداعية أن يبين للناس هذا الموضوع ويحثهم على الإحسان إلى الوالدين في الحياة وبعد الممات (٢) والله المستعان (٣).
رابعا: أهمية استشارة العلماء: من الأمور المهمة التي ينبغي للداعية والمدعو العناية بها: الاستشارة للعلماء المخلصين في أمور الدين؛ لأن ذلك مما يسبب النجاح والتوفيق بإذن الله تعالى؛ فإنه ما خاب من استخار ولا ندم من استشار، وقد بين ﷾ للناس مكانة الشورى، وأنها من صفات المؤمنين فقال:. . . ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ [الشورى: ٣٨] (٤)؛ قال الحافظ ابن حجر ﵀ في فوائد هذا الحديث: " وفيه ما كان الصحابة عليه من استشارة النبي ﷺ في أمور الدين " (٥).
فعلى المدعو أن يستشير العلماء والدعاة في كل ما يشكل عليه، وعلى الدعاة أيضا أن يستشيروا العلماء حَتَّى تنجح أعمالهم وتصرفاتهم بإذن الله تعالى (٦).
خامسا: من وسائل الدعوة: القدوة الحسنة: القدوة الحسنة من أهم وسائل الدعوة؛ لأن العمل يؤثر في الغالب على المدعو أكثر من القول، وقد دل هذا الحديث على القدوة في قوله: " فكانت سنة بعد "، قال الإمام الكرماني ﵀: " أي صار قضاء الوارث حقوق الموروث طريقة شرعية؛ لأن القضاء في بعض المواضع واجب كما إذا كان
(١) صحيح مسلم، ٣/ ١٢٥٥ برقم ١٦٣١، وتقدم تخريجه في الحديث رقم ٢، الدرس الرابع، ص ٦٠.
(٢) انظر: فتح الباري لابن حجر، ٥/ ٣٩٠، و١١/ ٥٨٥.
(٣) انظر: الحديث رقم ٨، الدرس الرابع.
(٤) سورة الشورى، الآية: ٣٨.
(٥) فتح الباري، ٥/ ٣٩٠.
(٦) انظر: مجموع مؤلفات الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي [الثقافة] ١/ ١٤٤، ١٩٠ - ١٩١.