33

Fiqh al-Ad‘iya wa-al-Adhkar

فقه الأدعية والأذكار

Daabacaha

الكويت

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

Noocyada

عليه حقٌ لا ريب في صحّته. يقول ابن القيِّم ﵀: "إنّ أفضل أهل كلِّ عمل أكثرهم فيه ذكرًا لله ﷿، فأفضلُ الصُّوَّام أكثرهم ذكرًا لله ﷿ في صومهم، وأفضل المتصدّقين أكثرهم ذكرًا لله ﷿، وأفضلُ الحجّاج أكثرهم ذكرًا لله ﷿، وهكذا سائر الأعمال"١، ثمّ أورد الحديث المتقدّم، وأورد عقبه عن عبيد بن عُمير ﵀ أنّه قال: "إنْ أَعْظَمَكم هذا اللّيلُ أن تُكابدوه، وبَخِلتم بالمال أن تنفقوه، وجنبتم عن العدوِّ أن تقاتلوه، فأكثروا من ذكر الله ﷿ ". فذِكرُ الله تعالى هو أفضل الأعمال، وهو أكبر من كلِّ شيء، يقول الله جلّ وعلا: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ﴾ ٢، أي: ذكرُ الله لكم أكبرُ من ذكركم له في عبادتكم وصلواتكم، وهو ذاكرٌ مَن ذَكَرَه، قال معناه ابنُ مسعود وابن عبّاس وأبو الدرداء وأبو قرَّة وسلمانُ والحسنُ، واختاره ابن جرير الطبري. وقيل: ذِكْرُكُم الله في صلاتكم وفي قراءة القرآن أفضلُ من كلِّ شيء. قال ابن زيد وقتادة: ولَذِكرُ الله أكبرُ من كلِّ شيء، أي أفضل من العبادات كلُّها بغير ذكر. وقيل المعنى: إنّ ذكر الله أكبر مع المداومة من الصلاة في النهي عن الفحشاء والمنكر. قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: "الصّحيح أنّ معنى الآية أنّ الصّلاة فيها مقصودان عظيمان، وأحدهما أعظم من الآخر، فإنّها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهي مشتملة على ذكر الله تعالى، ولِمَا

١ الوابل الصيب (ص:١٥٢) . ٢ سورة العنكبوت، الآية: (٤٥) .

1 / 37