زراعة الفوة
وجه العمل فيها ان تدبر ارضها بالحرث مرة وثانية ثم يوخذ الزبل ويبسط على الارض ثم تحرث مرة ثالثة ثم تقطع الارض احواضا على نحو ما تقدم من الطول والعرض ثم يدخل عليها الماء وتثرى به ثم تزرع الزريعة فى الاحواض زريعة معتدلة على قدر ما يقع الشبر منه على ثلاث حبات وتحرك الزريعة بالارض وتترك حتى تنبت فاذا نبتت واعتدل نباتها دخل اليه ونقش وقطع ما نبت بينه من العشب ثم يترك حتى يصير النبات على قد الاصبع، ثم يسقى ويترك حتى يطيب ثراه ثم يدخل اليه وينقش ويترك دون سقى حتى ترى انه محتاج الى الماء بما يعلوه من السواد فيسقى عند ذلك ويتعاهد بالسقى مرة فى الجمعة يكون هذا دأبه الصيف كله فاذا دخل فصل الخريف قطع عنه السقى لانه الامطار تغذوه وتكون زراعتها فى شهر مارس ويوافقها من الارض السوداء المدمنة واللينة الرطبة المودكة والارض الرخوة وتوافقها الارض السمينة اذا صاحبها الماء الكثير، وهذا وجه العمل فى زراعة الزريعة.
فصل: فاذا بلغت الى شهر غشت من العام الثانى فان كانت البلاد الباردة قصد اليها وحصدت اطرافها التى فيها الزريعة ويتغطى ما بقى منها بعد الحصاد بالتراب ويكون التراب عليها وقت التغطية مقدار اربعة اصابع ويصنع كهيئة الاحواض بهذا العمل يرجع جميع ما غطى منها عروقا حمرا، فاذا تم لها عام وحصدت من اجل الزريعة التى تكون فيها، فمن احب استعجال فائدتها شرع فى قلعها فى شهر شتنبر عند تمام العامين ومن احب غير ذلك غطاها مرة وثانية وثالثة وهو ارجى لفائدتها واقوى لنفعها واذا قلعت على ما ذكرنا فى شهر شتنبر عمد الى ارضها التى قلعت منها، وتقام فيها الاحواض على ما انقطع من عروقها وبقى فى المكان من اصولها ثم يدخل عليها بالماء وتسقى مرارا حتى تقوم، فاذا صارت الزريعة فى فروعها فلتحصد اطرافها ثم يغطى باقيها كما ذكرنا ثم ان اراد استعجال فائدتها بعد عامين كما ذكرنا من التغطية يكون هذا دأبه معها.
Bogga 149