============================================================
وأما البلاد الباردة(1). فينبغي أن تكون الغراسة فيها بعد انكسار حدة الشتاع وقلبها إذا قربت الأغصان من النضارة والفتح.
وإن شئت غرست في الخريف (2) لما يزغمون من قوة العروق في هذا الفصل، ولأن الأرض تطيب لملاطفتها الشمس والقيظ بحرها، ولأن البرد لم يجمدها، فهي هشة يعد متهيئة لقبول ما ألقي فيها، وهو عندهم أحسن لذلك.
وقال يونيوس(3: إن أوقات الغرس تختلف على قسدر اخستلاف
البلدان والأمم، فإن بعض الناس يشير بأن ثغرس الغروس بعد القطاف (4) إذا سقط الورق عن قضبان الكرم.
(1) الفلاحة الرومية (ص259): البلاد التي هي أشد بردا، والشتاء فيها أطول مذة يستقبلون بالغرس آخر نيسان حين هيج ريح الدبور.
(2) قال قسطوس: رقد ايتدعت الغرس في تشرين الثاني، وفي غيره من شهور الخريف، فسانكر ذلك من شهده، ولما رأوا عاقيته حمدوه.
وقد وحدت أفضل أوقات الغرس في الخريف؛ لاسيما في البلاد التى في مياهها قلة؛ لأن ما يفرس في الخريف يستقبل أنداء الشتاء وأمطاره كلها؛ فترسخ عروقه في الأرض (الفلاحة الرومية، ص759).
(3) هذا قول أبوليوس في المقتع، ص 21، قال: أفضل غرس الكروم حين يقطف العنب. وقوله أيضا ذكره أبو الخير الاشبيلي، ص23.
(4) قال انطرليوس: تنصب الكروم في الأرض المالحة بعد القطف. (المقنع، ص21)، وفلاحسة أبي الخير، ص 23.
5
Bog aan la aqoon