277

Al-Fahrist

الفهرست

Tifaftire

إبراهيم رمضان

Daabacaha

دار المعرفة بيروت

Lambarka Daabacaadda

الثانية ١٤١٧ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٩٧ مـ

Goobta Daabacaadda

لبنان

في رستاق جي أجمع لما راموه من الموضع الذي اختط من بعد فيه بدهر داهر مدينة جي فجاؤوا إلى قهندز١ هو داخل مدينة جي فأودعوه علومهم وقد بقي إلى زماننا هذا وهو يسمى سارويه ومن جهة هذه البنية درى الناس من كان بانيها ذلك انه لما كان قبل زماننا هذا بسنين كثيرة تهدمت من هذه المصنعة ناحية فظهروا فيها على ازج٢ معقود من طين الشقيق فوجدوا فيه كتبا كثيرة من كتب الأوائل مكتوبة كلها في لحاء التوز مودعة أصناف علوم الأوائل بالكتابة الفارسية القديمة فوقع بعض تلك الكتب إلى من عني به فقرأه فوجد فيه كتابا لبعض ملوك الفرس المتقدمين يذكر فيه ان طهمورث الملك المحب للعلوم وأهلها كان انتهى اليه قبل الحدث المغربي الذي كان من جهة الجو خبره في تتابع الامطار هناك وافراطها في الدوام والغزارة وخروجها عن الحد والعادة وأنه كان من أول يوم من سني ملكه إلى أول يوم من بدء هذا الحدث المغربي مائتان وإحدى وثلاثون سنة وثلاثمائة يوم وأن المنجمين كانوا يخوفونه من أول ابتداء ملكه تعدي هذا الحدث من جانب المغرب إلى ما يليه من جانب المشرق فأمر المهندسين بايقاع الاختيار على أصح البقاع في المملكة تربة وهواء فاختاروا له موضع البنية المعروفة بسارويه٣ وهي قائمة إلى الساعة داخل مدينة جي فأمر بابتناء هذه البنية الوثيقة فلما فرغ له منها نقل إليها من خزائنه علوما كثيرة مختلفة الأجناس فحولت له إلى لحاء التوز فجعلها في جانب من ذلك البيت لتبقى للناس بعد احتباس هذا الحدث وأنه كان فيها كتاب منسوب إلى بعض الحكماء المتقدمين فيه سنون وأدوار معلومة لاستخراج أوساط الكواكب وعلل حركاتها وإن أهل زمان طهمورث وسائر من تقدمهم من الفرس كانوا يسمونها أدوار الهزارات وان أكثر علماء الهند وملوكها الذين كانوا على وجه الأرض وملوك الفرس الأولين وقدماء الكلدانيين وهم سكان الاحوية من أهل بابل في الزمان الأول انما كانوا يستخرجون أوساط الكواكب السبعة من هذه السنين والادوار وإنه انما ادخره من بين

١ قهندز: هو في الأصل اسم الحصن أو القلعة في وسط المدينة وهو تعريب قهندز وهو القلعة العتيقة وكثر حتى اختص بقلاع المدن وهو في مواضع كثيرة بسمرقند وبخارى وبلخ ومرو ونيسابور ومواضع غيرها أنظر مراصد الاطلاع ٣/١١٣٧.
٢ الأزج: بناء مستطيل مقوس السقف.
٣ كذا الأصل ولعلها سارونية بعد الألف راء ثم واو ثم نون مكسورة ثم ياء مثناة من تحت عقبة قرب طبرية يصعد منها إلى الطور أنظر مراصد الاطلاع ٢/٦٨٢.

1 / 298