Fii Sabiil Taajka
في سبيل التاج
Noocyada
لا تستبق في نفسك شيئا من الضغن علي، ولا تضمر لي في قلبك وأنت في عالم الحقيقة المجردة، الذي لا يخالطه كذب ولا رياء، غير ما يجب على المريض المبل أن يضمره لطبيبه الذي شفاه من دائه، وأنقذه من شقائه، فإن كان لا بد لك أن ترى أنني قد أجرمت إليك ووترتك؛ فهأنذا أكفر عن جريمتي بأعظم ما كفر به مجرم عن جريمته!
انظر يا أبت ماذا صنعت فعلتك التي فعلت بولدك، ها هو ذا الغل يحيط بعنقه حتى كاد يخنقه، وها هي ذي القيود تعض قدميه وتدميهما، وها هو ذا السيف مجرد فوق هامته لا تطلع الشمس من مشرقها حتى يسقط عليها فيفصلها عن جثتها، وها هم أولاء الناس جميعا رجالا ونساء، كبارا وصغارا، يلعنونه بألسنتهم وقلوبهم في كل مكان، ويضمرون له من الحقد والبغضاء ما لو امتد إلى جسمه لأحرقه وأحاله رمادا باردا.
أنت المجرم وأنا المعاقب، أنت الخائن وأنا المأخوذ بخيانتك، أنت المتمتع بنعمة الشرف العظيم الذي لا تستحقه، وأنا المتسربل بسربال الإهانة الدائمة التي لا أستحقها! لقد أخطأ القدر في أمرنا مرتين: فرفعك من حيث تستحق الوضع، ووضعني من حيث أستحق الرفع، ولو أنه أنصف في حكمه بيننا لأخذ كل منا مكان صاحبه، فأصبح التمثال لي، وأصبح السجن لك!
هنيئا لك مجدك وشرفك، ووصيتك وسمعتك، وما أهنئك تهنئة الهازئ الساخر، بل تهنئة الفارح المغتبط؛ لأنك أبي، ورئيس أسرتي، وسيد قومي، وحبيب إلي جدا أن يعيش أبي عظيما في حياته وبعد مماته!
إن آلامي يا أبت عظيمة جدا لا تستطيع أن تحتملها نفس بشرية في العالم، ولكن يهونها علي أنني أموت من أجلك، وفي سبيل مجدك وشرفك، وأنني لم أخرج من الدنيا حتى رأيت تمثالك العظيم مشرفا من علياء سمائه على جبال البلقان وهضابها، كما تشرف الشمس من أبراجها على ما تحتها.
ما أنا بنادم على ما كان، ولا خائف مما يكون، فليأت الموت إلي في الساعة التي يريدها، فقد قمت بواجبي لك ولبلادي، وحسبي ذلك وكفى.
كان لا بد لي أن أقتلك ففعلت، ولكنني قتلتك فيجب أن أقتل بك.
كلانا أجرم، وكلانا لقي جزاء إجرامه.
أجرمت إلى الوطن فانتقمت له منك، وأجرمت إلى الطبيعة، فمن العدل أن تنتقم لنفسها مني، فما ظلم أحد منا صاحبه ولا اعتدى عليه.
ارفع رأسك أيها الرجل تيها وعجبا، وزاحم بمنكبيك أجرام السماء وكواكبها، فقد غسل ابنك بدمه جرمك وعارك، فإن لم تكن شريفا بنفسك، فحسبك شرفا أنك والد الولد الشريف!
Bog aan la aqoon