Dariiqa Islaaxa
في سبيل الإصلاح
Daabacaha
دار المنارة للنشر والتوزيع
Lambarka Daabacaadda
الرابعة
Sanadka Daabacaadda
١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م
Goobta Daabacaadda
جدة - المملكة العربية السعودية
Noocyada
ونحن في حاجة إلى التخلص من هذا المرض. نحن في حاجة إلى الإيمان بأن مصلحة الفرد في مصلحة المجموع وأن رفعته في رفعة الأمة ... يجب أن تسأل الأم ابنها كل ليلة: ماذا عملت لأمتك؟ بماذا خدمت اليوم دينك؟ هل راقبت ربك في عملك؟ هل أمرت بمعروف أو نهيت عن منكر؟ هل أحسنت إلى سائل؟ هل تبرعت بقرش لجمعية خيرية؟ هل تعلمت مسألة نافعة؟ هل كنت مهذبًا مع رفاقك؟ ويجب أن يسأل كل منا نفسه هذا السؤال عندما يضع رأسه على الوسادة قبل أن يستسلم إلى النوم.
...
ومن هذا الباب إطاعة القوانين واحترام النظام، ذلك الذي لم نتعلمه بعد ولا نعرفه أبدًا لأن زمانًا غبر (ولم يتبدل بعد) كانت القوانين والأنظمة توضع فيه لغير مصلحتنا وتفرض علينا فرضًا فتعودنا ألا نطيعها وألا نحترمها، ولكنا دخلنا اليوم في طريق الاستقلال (أو كأن قد) وصرنا نضع قوانيننا (إلى حد ما) بأنفسنا فيجب أن يتبدل ذلك كله وأن يرسخ في نفوسنا احترام القوانين وإطاعتها ما دام فيها طاعة الله ومصلحة الناس.
...
ومن هذا الباب أو ما هو شبيه به احترام الراحة العامة. نمت ليلة في فندق كبير في بيروت، فنزل في الغرفة اللاصقة بغرفتي جماعة من أكابر حلب حلّوا بعد نصف الليل فبعثوا أحدهم بحاجة لهم إلى السوق، فلما بلغ الشارع ذكروا حاجة أخرى يأمرونه بقضائها فأطل أحدهم من شرفة الطبقة الخامسة وناداه وكلمه بصوت يوقظ الموتى، فلم يبق حيّ في الفندق إلا قام. ولما عاتبوه ولاموه لم يستطع أبدًا أن يفهم أو يتصوّر أنه أتى أمرًا نكرًا.
وانحدرت مرة من الأعظمية إلى بغداد في سيارة عامة من هذه السيارات التي يسمونها هناك (الباص) فركب معنا جزار معه خروف مسلوخ وضعه على ركبته وألقى برقبته على ثيابي، ورأيت الناس ينظرون إليه نظر المقرّ الموافق فاضطررت إلى النزول من غير أن أشتبك معه بقتال.
وكثيرًا ما نسمع رجلًا أو جماعة يمرون في الشارع قبيل الصبح فيأخذهم
1 / 112