أنت يا أبا عمرو متهم بالتزوير؛ لأنهم قد أدخلوك في زمرة الأدباء عطفا عليك بسبب شيخوختك من جهة، وبسبب الطريقة المحزنة التي لفظت بها أنفاسك الأخيرة من جهة أخرى؛ فالمحكمة إذ تذكر لك شرف أن تموت تحت أحمال الكتب التي وقعت على جسدك العليل وهو راقد في فراش المرض، فإن المحكمة برغم ذلك لا تجد لك ما يبرر أن يحشروك في جماعة الأدباء بغير حق.
الجاحظ :
لكنني يا سيدي القاضي كتبت كتاب «الحيوان».
القاضي :
هذه هي تهمتك الأولى، ما للحيوان والأدب؟
الجاحظ :
إنها موسوعة ضخمة يا سيدي القاضي، لم تقتصر على الحيوان برغم عنوانها؛ ففيها ما شئت من ...
القاضي :
هل ورد فيها تحليل لشخصيات «سوسو» و«شوشو» و«ميمي»؟
الجاحظ :
Bog aan la aqoon