Fi Cabd Allah Ibn Saba
مع سليمان العودة في عبد الله بن سبأ
Noocyada
المقال الخامس طغيان نظرية الموآمرة!
الدكتور العودة تطغى على كتاباته ورسالته (نظرية الموآمرة) فهو يرى أن اتفاقي في نتيجة أو أكثر مع الدكتور الهلابي أو مع مرتضى العسكري أو مع طه حسين أو مع مستشرق (تآمر) منا كلنا على التاريخ الإسلامي! ولعله يقصد تآمر على أكاذيب سيف بن عمر! ونسي الدكتور أنني نقدت كتاب الدكتور طه حسين في (كتاب الرياض) مع أن ما كتبه طه حسين عن عبد الله بن سبأ في أسطر أفضل وأدق وأقوى مما كتبه الدكتور العودة في رسالته برمتها، وهذه حقيقة قد يغضب منها الدكتور العودة وقد يفسر هذا بأنه ميل مع المستغربين والمشبوهين! وهضم لحقوق الآخرين! وهذا تبسيط لأمور معقدة لأن الحقيقة التاريخية ليس لها قرابة ولا مذهب إضافة إلى أن بعض أبناء هذا الوطن ينفون عبد الله بن سبأ أيضا.
أعود فأقول: إن هذه النظرية - أقصد نظرية الموآمرة - ربما استقاها العودة من روايات سيف بن عمر! لأن سيف بن عمر زعم أن كل مصائبنا من القرن الأول إلى اليوم كان بسبب مؤامرة من فرد يهودي وهذا يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهذان المصدران قد بينا أسباب الفتن كالهوى والمال والتعصب والمعاصي وليس فيهما ما يدل على أن فردا سيكون سبب شقاء الأمة الإسلامية بل هناك نصوص في الحجاج ويزيد والمختار وغيرهم ممن هم أقل خطرا مما يصوره سيف عن ابن سبأ، وهذه النظرية نظرية الموآمرة عذر مناسب عند بعضهم في استغفال السذج والهروب من الواقع السيئ ومن الأسباب الحقيقية، لكن هذا العذر المناسب ليس مرغوبا لا شرعا ولا عقلا، أما شرعا فلقوله تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}[الشورى:30].
Bogga 82