Aqoonta Suugaanta iyo Nolosha
في الأدب والحياة
Noocyada
السائح (للناسك) : «هل أجد من حمى بجانب هذا المكان؟»
الناسك : «ليس من حمى في أي مكان يا بني، اللهم إلا في قرارة نفسك، فابحث عن هذا وتشبث به إن أردت النجاة.
هل تظنون أنكم بحكم الكثرة وقوتها الغاشمة تحتكمون في الحقيقة، وأنكم سوف تغرقون العقل وقوة البرهان في جوف تلك الهزات الأثيرية، التي تنبعث مع صياحكم المتعالي؟!
إني لا أسلم مطلقا بأن الحق يكون دائما في جانب أشد الأصوات خشونة، وإني لأخجل من أن أعتنق معتقدا لا يقوم على غير القوة ولا بقاء له بغيرها.
الدين واحد في جوهره، ولكنه يختلف في كثرة صوره، فالماء واحد ولكن باختلاف الشواطئ التي يغشاها، يكون الحق فيه لأمم مختلفة، أما إذا كان في صميم قلبك نبع يروي ظمأك، ويطفئ عطشك، فلا تلومن جيرانك الذين هم مقسورون على أن يستسقوا بجرعات من الماء، يأخذونها من بركهم القديمة التي غشاها من قبل أسلافهم، مع ما يحيط بها من المروج المخضوضرة الخصيبة التي غذاها الزمان، وأشجارها التي تحمل أثمارها الأبدية.
الحقيقة والحب هما روح الدين وجثمانه، أليس على هذا تنطوي كل المعتقدات وفيه تنحصر ماهيتها؟
لقد أسفر القمر، هذه الآونة، من بين السحب، وروح السلام يرف على صفحة الماء، كأنه يحتضن الدنيا بين ذراعيه، تحت ضوء القمر العظيم، من هنا تذهب الطريق وتمتد إلى حيث تفقد آثارها بين الأشجار الشيقة بظلالها الصامتة، وهنا تقوم البيوت، وهنالك في النهاية يقوم المعبد، وشاطئ النهر يلوح عن بعد صامتا موحشا، فالظاهر أني هبطت كهاطل ينقض فجأة من سحب كلها أحلام إلى عالم الإنسانية، فكنت على جانب الطريق.
وا أسفا يا صديق! إنها لأسوأ اللحظات تلك التي يخدع الإنسان فيها قلبه، فإن الشهوة العمياء تصبح كتاب صلواته، وتتربع الأوهام على عرش آلهته. أمن وراء هذا القمر، الذي يستلقي نائما بين السحب السارية انسيابا يكون عالم الحقيقة الخالدة؟ الصبح السافر سوف يغشانا في الغداة، وستبدأ الجماهير الجائعة تجوب أنحاء بحر الوجود بآلاف من الشباك، وسوف لا يتذكرون هذا الليل الهادئ بأضوائه القمرية، إلا كما يتذكرون غشاء رقيقا من الباطل تنسجه سنات النوم أو الأشباح، أو الأوهام، إن تلك الشبكة السحرية التي تنسج عادة من مفاتن خادعة تختص بها امرأة، لهذا مثلها، وهل يمكن أن تشغل محل الحقيقة العظمى؟ هل لعقيدة يخلقها وهمك أن تطفئ عطش الهاجرة إذ تتلظى نيرانها وتشتد حرارتها.
في أيام المحن تنحل أقدس الروابط، فالأخ يحطم أخاه، والصديق يخون الصديق. سأخرج في الظلام، وفي ظلام الليل سوف أعود لأقرع الباب، فهل سأجد صديقي واقفا يلحظني وفي يده مصباح مضيء؟ سأحمل هذا الأمل بين جوانحي.»
ماليني : «إني أحلم بينما أنا مستيقظة، بأن الرياح كواسر، وأن المياه مضطربة دوافق، الليل مشتد الحلك، والسفين قد أوثقت إلى جدران المرفأ، أين الربان الذي سوف يهدي الضالين التائهين إلى مآويهم؟ إني أشعر بأني أعرف الطريق، وأن السفين سوف يهتز بالحياة حين ألمسه، ويسرع الخطو إلى الأمام.
Bog aan la aqoon