القضية، وعندما وصلنا إلى ذي الحليفة أمرني رسول الله أن اتقلد قيادة الفرسان، وكان معنا مائة فارس، ثم أمرني أن أتقدم الجيش بفرساني حتى نكون طليعة لهم.
قال ولده: أريد يا والدي أن أسألك سؤالًا أرجو أن لا يكون محرجًا، ما موقفك يوم فر المسلمون يوم أحد؟
قال: أي بني، إني لا أحتمل أن أفارق رسول الله لحظة في سلم وفي حرب، فعندما رأيت الدائرة تدور على المسلمين في أحد، هرعت إلى رسول الله ﷺ لأكون بقربه أذبّ عنه وأدفع عنه الشر والأذى، أما أولئك الذين فروا من المعركة فقد ظنوا أن رسول الله – فداء نفسي وأهلي – قد قتل، وإلا لما فروا عنه أبدًا، وأريدكم يا بني أن لا تصغوا إلى أقوال المتحذلقين الذي لا يجيدون سوى مضغ الكلام، فوالله لو كانوا معنا يوم أحد لمات واحدهم مكانه فزعًا وهلعًا.
قال ولده: وماذا عن غزوة ذي القصّة؟
قال: أمرني رسول الله ﷺ على سرية من عشرة من الصحابة لتأديب بني ثعلبة وبني عوال الذين كانوا يسكنون في ذي القصة، مكان يبعد عن المدينة أربعة عشر ميلًا، وحاولنا أن نحيط تحركاتنا بالسرية، ولكن القوم علموا بنا وكمنوا لنا بمائة من فرسانهم فأحاطوا بنا وأعملوا فينا سيوفهم، وقاومنا ما وسعتنا المقاومة، وقتل
أصحابي