Faylasuufka Iyo Fanka Muusikada

Fuad Zakariyya d. 1431 AH
163

Faylasuufka Iyo Fanka Muusikada

الفيلسوف وفن الموسيقى

Noocyada

34

في عصره.

القسم الرابع: فلسفة جمالية جديدة للموسيقى

أدرك أرنولد شونبرج

Arnold Schonberg (1874-1951م) قرب مطلع هذا القرن أن النظام الدياتوني، بديوانيه الكبير والصغير، قد أخذ يتحلل ويتفكك طوال ما يربو على خمسة وسبعين عاما، وأن الفلسفة الجمالية للموسيقى الغربية، المبنية على مبدأ المقامات التي يتألف منها الديوانان، قد أخذت تنهار؛ ذلك لأن التلوين الكروماتي الذي حفلت به موسيقى الفترة الأخيرة من القرن التاسع عشر قد عمل على هدم النظام النغمي الذي كان يكون جزءا أساسيا من مفهوم التركيب المنطقي الموسيقي في الغرب، وهو المفهوم المرتكز على النظام الدياتوني؛ لذلك وضع شونبرج نظاما مؤلفا من اثنتي عشرة نغمة (وهي مجموع النغمات وأنصافها في السلم) يحل محل النظام الدياتوني المتداعي، عن طريق إيجاد مجموعة جديدة من العلاقات (هي الصف النغمي

tone row ) يكون لكل نغمة من الأنغام الاثنتي عشرة فيها مركز متساو، بدلا من المركز المميز لنغمة الأساس (الأولى) والنغمة المسيطرة (الخامسة) في النظام الدياتوني. والواقع أن هذا النظام لم يتخل عن مفهوم «المقامية

Tonality » كما زعم نقاده، وكل ما في الأمر أنه خلق نوعا جديدا منها.

ولقد كانت موسيقى شونبرج ومدرسته رد فعل على رومانتيكية القرن التاسع عشر، وكان من رأي هذه المدرسة (المسماة بمدرسة فينا) أن اللغة الهارمونية واللحنية للسلم الدياتوني كانت تلجأ على نحو متزايد، كلما فقد تماسكها الموسيقي بالتدريج، إلى عناصر غير موسيقية؛ ذلك لأن الموسيقى حين بدأت تفقد بالتدريج قدراتها على تصوير فكرة موسيقية خالصة، نظرا إلى أن بناءها المنطقي كاد أن تستنفد إمكانياته، أخذت تزداد اعتمادا على الأساليب الأدبية والوصفية التي يعدها صاحب النظرة الخالصة أساليب غير موسيقية في أساسها. وهكذا يرى شونبرج أن الفلسفة الجمالية للموسيقى في القرن التاسع عشر أصبحت تحتم، أولا، ظهور أساس جديد لمفردات اللغة الموسيقية (من حيث الهارمونية والإيقاع والمقام)، وتحتم ثانيا فهما جديدا لمشكلات وضع منطق موسيقي سليم؛ ففلسفة شونبرج الجمالية في الموسيقى ترتكز على الرأي القائل إن على الموسيقى أن تسعى إلى هدف واحد يطغى على أية أهداف ثانوية يمكن أن تسعى إليها، وهو وضع منطق موسيقي واضح يكون معناه مفهوما للمستمعين بفضل جمال هذا المنطق ووضوحه، وإلى هذا الرأي ترجع جذور الموسيقى المعاصرة في عمومها.

ولقد كتب شونبرج يقول: «لقد كانت الضرورة هي التي أملت طريقة التأليف بالأنغام الاثنتي عشرة؛ فخلال المائة عام الأخيرة طرأ تغير هائل على مفهوم الهارمونية بفضل تطور التلوين الكروماتي. وكان أول التطورات هو تحول الفكرة القائلة إن نغمة واحدة أساسية، هي الجذر، تتحكم في تركيب أعمدة التآلفات الهارمونية وتنظم تعاقبها؛ أي مفهوم المقامية

tonality

Bog aan la aqoon