Faylasuufka Iyo Fanka Muusikada
الفيلسوف وفن الموسيقى
Noocyada
وكنتاتة «زدرافتسا
Zdravitsa »، وأوبرا «الحرب والسلام». وهو يعلل نجاحه الخاص من حيث هو مؤلف موسيقي سوفييتي بأنه كان في الماضي يوثق روابطه بالشعب الروسي عن طريق موسيقاه «فقد كنت أسعى إلى الاهتداء إلى لغة يمكن أن يفهم معناها. وعلى العكس من ذلك فإني في أعمالي التي انحرفت فيها عن الموضوعات اللحنية الكبيرة والصور المعاصرة - ولا سيما تلك الأعمال التي ألفتها في سنوات ما بعد الحرب - فقدت اتصالي بالشعب، وأخفقت. ولم تكن أعمالي هذه تلقى استجابة إلا من دائرة ضيقة من الموسيقيين المحترفين، غير أنها لم تلق ترحيبا من الجماهير الضخمة للمستمعين.»
القسم الثالث: الموسيقى بوصفها تعبيرا
كتب الفيلسوف جون ستيوارت مل (1806-1873م) يقول: «لشد ما كانت تؤرقني فكرة إمكان استنفاد التجمعات الموسيقية؛ ذلك لأن الأوكتاف لا يتألف إلا من خمسة أصوات ونصفي صوت، وهي أصوات لا يمكن أن تجمع ... إلا بعدد محدود من الطرق التي ليس فيها ما هو جميل سوى نسبة بسيطة منها. وقد بدا لي أن معظم هذه التجمعات الجميلة لا بد أن تكون قد كشفت من قبل، بحيث لا يعود هناك مجال لظهور مجموعة طويلة متعاقبة من الموسيقيين أمثال موتسارت وفيبر، الذين يمكنهم أن يكتشفوا لنا كنوزا جديدة رائعة من الجمال الموسيقي، كما فعل هذان بالفعل.»
27
ولقد كانت مخاوف مل راجعة إلى إمكان استنفاد النظام الهارموني المقفل؛ إذ إنه كان ينظر إلى مفهوم الجمال في الموسيقى من خلال القيم التقليدية، غير أن موسيقيي النصف الثاني من القرن التاسع عشر كانوا بالفعل قد بدءوا يتجاوزون النظرة إلى الجمال في الموسيقى، من خلال ذلك العدد المحدود من الطرق التي تجمع بها الأصوات الكاملة الخمسة ونصفا الصوت في الأوكتاف.
فقد استخدم فاجنر عن وعي التنافر الهارموني لزيادة جمال التعبير؛ ذلك لأنه كان يرى أن الجمال في الموسيقى هو التعبير، وأن التوافق أو التنافر ما هما إلا طرفان لهما فعالية انفعالية، ولا يمكن التمييز بينهما إلا على نحو أكاديمي بحت. وقد قبل ديبوسي الوجه من أوجه تفكير فاجنر الجمالي؛ إذ إنه بدوره كان يستهدف زيادة ثراء عالم الخيال عن طريق الموسيقى، فوسع نطاق العلاقات الهارمونية، واستخدم التنافر دون تمهيد أو حل له، وأدخل أنغاما غريبة عن التآلف الأصلي (الكورد
Chord ). وقد طعم ديبوسي موسيقاه بتلوين شرقي وبالمقامات القديمة، وكان يتنقل بين السلالم بحرية تامة دون اهتمام بنوعها. والأمر الذي كان يهمه هو بعث حالة نفسية معينة؛ ولذلك استخدم كل درجات السلم، وجميع التآلفات الهارمونية التي تنتمي إلى الديوانين الكبير والصغير، ووزعها لكي يبعث التأثير الذي يود أن يحدثه فيما بين الرومانتيكي الألماني فاجنر والتأثيري الفرنسي ديبوسي، حدثت ثورة كاملة في الطابع الجمالي والأسلوب الفني للموسيقى. والواقع أن الأساس الجمالي للموسيقى الحديثة في القرن العشرين إنما يرجع إلى العبقرية الخلاقة لهذين المؤلفين الموسيقيين اللذين أثبتا عدم وجود مبرر لمخاوف الفيلسوف من أن تكون الموسيقى نظاما مقفلا له إمكانيات محدودة في إنتاج أنغام جميلة. وسوف نبين في العرض الذي سنقدمه لموسيقانا الحالية، الطريقة التي عبر بها الموسيقيون الخلاقون في مختلف البلاد عن أنفسهم.
كان إريك ساتي
Eric Satie (1866-1925م) هو الأب الروحي لجماعة «الستة
Bog aan la aqoon