Faylasuf Carab Wa Mucallim Thani
فيلسوف العرب والمعلم الثاني
Noocyada
وحضرها من الرجال والنساء أكثر من مائتي ألف، وشرب جماعة الماء الذي فضل من غسله، واقتسم جماعة بقية السدر الذي غسل به، وقيل: إن الطاقية التي كانت على رأسه دفع فيها نحو خمسمائة درهم، وقيل: إن الخيط الذي كان فيه الزئبق الذي كان في عنقه لأجل القمل دفع فيه مائة وخمسون درهما. وحصل في الجنازة ضجيج وبكاء عظيم، وتضرع كثير.
ورثاه جماعة، منهم زين الدين عمر بن الوردي المتوفى سنة 749ه، الذي قال يخاطب تلك الجماعات المحتشدة حول نعش الإمام، تلقى عليه مناديلها وعمائمها للتبرك:
ألم يك فيكمو رجل رشيد
يرى سجن الإمام فيستشاط
ثم يعتذر ابن الوردي عن نصيبه من التقصير في حق شيخ مظلوم، يذكر هو أنه اجتمع به بدمشق سنة 715ه بمسجده بالقصاعين، ويقول:
وبحثت بين يديه في فقه وتفسير ونحو، فأعجبه كلامي وقبل وجهي، وإني لأرجو بركة ذلك.
يعتذر ابن الوردي بخوف الشر؛ ولعل الألوف المؤلفة التي تزاحمت حول سرير السجين بعد موته، كانت كلها تعتذر من تقصيرها في مدافعة الظلم بعذر ابن الوردي.
يقول الشاعر المؤرخ في رثائه لأستاذه:
وسجن الشيخ لا يرضاه مثلي
ففيه لقدر مثلكم انحطاط
Bog aan la aqoon