Faylasuf Carab Wa Mucallim Thani
فيلسوف العرب والمعلم الثاني
Noocyada
54 «وقد جمع في بعض تصانيفه بين أصول الشرع وأصول المعقولات.»
كان الكندي هادئا في حياته آخذا بأسباب الاقتصاد والنظام وسياسة النفس ومجاهدة شهواتها، ومن حكمه المأثورة: «اعص الهوى، وأطع ما شئت»، «لا تنجو مما تكرهه حتى تمتنع عن كثير مما تحب وتريد »، «إن النظر في كتب الحكمة اعتياد النفوس الناطقة».
وروى له الشهرزوري:
55 «من ملك نفسه ملك المملكة العظمى واستغنى عن المؤن، ومن كان كذلك ارتفع عنه الذم وحمده كل واحد، وطاب عيشه»، «ولو أفسد أحد أحسن أعضائه كان مذموما، وأشرف الأعضاء الدماغ، ومنه الحس والحركة وسائر الأفعال الشريفة، ومستعملو السكر يدخلون الفساد على أدمغتهم، ومتى توالى السكر على بدن مرض دماغه، واشتد ضعفه، وبعد عن القوة الممدة للأفعال الإرادية والنفسانية.»
وما كان ذلك ليعجب الجاحظ الضاحك الساخر العايش عيشة الأدباء من غير نظام ولا حدود ولا اقتصاد.
لا جرم كان الجاحظ يسخر من الكندي ويشنع عليه لبعد ما بين طباعيهما، وبعد ما بين سلبهما في الحياة.
وكان الجاحظ بصريا وكان الكندي كوفيا، وبين أهل البلدين عداوة وتنافس، والجاحظ معتزلي ولم يكن يسلم من لذعاته إلا من تحرم بحرمة الكلام.
وفي كتاب الحيوان:
56 «وسمع رجل ممن قد نظر بعض النظر تصويب العلماء لبعض الشكاك بإجراء ذلك في جميع الأمور، حتى زعم أن الأمور كلها يعرف حقها من باطلها بالأغلب، وقد مات ولم يخلف عقبا واحدا يدين بدينه، فلو ذكرت اسمه مع هذه الحال لم أكن أسأت، ولكني على كل حال أكره التنويه بذكر من تحرم بحرمة الكلام، وشارك المتكلمين في أسماء الصناعة، ولا سيما إذا كان ممن ينتحل تقديم الاستطاعة.»
والكندي لم يكن ممن تحرم بحرمة الكلام، بل هو قد ألم به في أول أمره مسايرة لحكم الوقت ثم انصرف عنه إلى الفلسفة.
Bog aan la aqoon