128

Guusha Weyn ee Xeerarka Tafsiirka

الفوز الكبير في أصول التفسير

Daabacaha

دار الصحوة

Lambarka Daabacaadda

الثانية-١٤٠٧ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٨٦ م

Goobta Daabacaadda

القاهرة

الفصل الرابع
في ترتيب مباحث القرآن الكريم
حكمة الدعوة والعرض:
لو أثار أحد السؤال: لماذا لم يراع الترتيب في بيان مباحث القرآن العظيم؟ ولماذا نثرت هكذا نثرًا؟ فلماذا لم يبدأ - مثلا - ببيان آلاء الله - تعالى - حتى إذا استوفاها حقها، شرع في بيان أيام الله - تعالى - فإذا أتمها وأكملها بدأ بالجدل مع الكفار وغيرهم؟ ...
فنقول: إن قدرة الله ﵎ وإن كانت محيطة بجميع الممكنات، ولكن القول الفصل في هذا الباب إنما هو للحكمة (إذ أنه كتاب حكيم من لدن حكيم خبير) والحكمة هي موافقة المبعوث إليهم في اللسان وأسلوب البيان، وإلى هذا المعنى جاءت الإشارة في قوله - تعالى -: ﴿لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ﴾ إلخ الآية. ولم يكن لدى العرب إلى حين نزول القرآن الحكيم، كتاب، لا كتاب إلهي ولا كتاب بشري.
أسلوب الأولين لا اختراع المصنفين المتأخرين:
وإن الترتيب الذي اخترعه المؤلفون والمصنفون المتأخرون لم يكن يعرفه العرب الأولون، وإذا كنت في شك من هذا،

1 / 161