وجه اليقين أنه عاش حتى شهر رمضان سنة ٧٦٤؛ يقول ابن كثير: " وفي يوم السبت الحادي عشر من رمضان من العام المذكور صلينا بعد الظهر على الشيخ محمد بن شاكر الكتبي " (١) وبعد شهر، وفي ١٠ شوال ٧٦٤ على التحديد، توفي معاصره الشيخ صلاح الدين الصفدي.
مؤلفات الكتبي:
١ - عيون التواريخ: ذكر حاجي خليفة أنه في ست مجلدات، وقال صاحب هدية العارفين إنه في ٢٨ مجلدًا، وإليه أشار ابن كثير حين قال: وجمع تاريخًا مفيدًا نحوًا من عشر مجلدات ولعل الاختلاف في عدد أجزاء الكتاب راجع إلى تفاوت في طبيعة النسخة التي اطلع عليها كل واحد منهم، وفي مكتبات استانبول عدة نماذج من نسخ هذا الكتاب، تشير إلى هذا التفاوت في التجزئة.
٢ - روضة الأزهار في حديقة الأشعار، ذكره صاحب هدية العارفين.
٣ - فوات الوفيات والذيل عليها.
كتاب فوات الوفيات:
يستفاد من المقدمة القصيرة التي صدر بها الكتبي كتابه هذا أنه قام يجمعه وترتيبه بعد أن أطلع على وفيات الأعيان لابن خلكان فوجد أنه لم يذكر أحدًا من الخلفاء وأنه أخل بتراجم بعض فضلاء زمانه وجماعة ممن تقدم على أوانه، فأحب أن يستدرك عليه ما فاته ويذيل على كتابه؛ وفي ذكر هذه الغاية على هذا النحو شيء من المغالطة، فان ابن خلكان قد صرح بأنه لا ينوي أن يترجم للخلفاء، وأنه لن يدرج في كتابه إلا من عرف سنة وفاته، ولم يكن إغفاله الكثيرين «لذهول عنهم أو لأنه لم تقع له ترجمة أحد منهم» كما يدعي الكتبي، وإنما جرى ذلك خضوعًا لمنهج محدد.
ويتراءى لي أن مؤلف الفوات وجد أمامه كتاب الصفدي «الوافي بالوفيات» فاختار منه عددًا من التراجم (ربما لم تزد على ستمائة)، وجعل مصنفه الجديد
_________
(١) تصفحت هذه اللفظة في المطبوعة فأصبحت " الليثي ".
1 / 2