61

Fawaid Radawiyya

التعليقة على الفوائد الرضوية

ولما كانت الحقائق العقلية، بل كل حقيقة إمكانية فإنها محدودة، أما

~~الأجسام فظاهرة، وأما غيرها من الفواعل العوالي فأحد طرفيها بفاعلها والآخر

~~بمعلولها، فجميع الأشكال العقلية على الاستدارة الحقيقية، وأما الله سبحانه

~~فلا حد له أصلا حتى يكون شيء ينتهي إلى حده أو ينتهي هو إلى حد شيء، بل تنتهي

~~عنده الأشياء وحدودها؟ وذلك لأنه مع كل شيء لا بمقارنة، وغير كل شيء لا

~~بمزايلة (1) وليس معه شيء أزلا وأبدا، خلافا لمن يزعم خلاف ذلك، فهو عز

~~برهانه كالمركز، وقد صرح أرسطو بأن المركز في الأشكال العقلية بخلاف المركز

~~في الأشكال الحسية، لأنه في الجسمانيات تحيط به الدائرة، وفي الأشكال

~~العقلية هو محيط بها (2) وفهم ذلك عسير جدا، فالمركز هو الأصل، وبهذا كان

~~في عالم الأجسام خلق الأرض متقدما على السماوات، وفي هذا الحديث الشريف

~~أسرار كثيرة وعلوم عديدة: من بيان حقيقة النفوس الأربع، ومادية بعضها،

~~وتجرد بعض آخر، واتصال المجرد منها بالعقل، ومن حقيقة العقل، واشتماله على

~~جميع الأشياء، وأنه نهاية النهايات، وغير ذلك مما لا يحصى ولا تنالها أيدي

~~أفاضل الحكماء، فطوبى لمن غاص في بحارها، وخاض في أنوارها، والحمد لله على

~~منه وفضله.

تشييد:

وعنه صلوات الله عليه على ما نقل عنه شيخنا العارف بهاء الملة والدين

~~محمد العاملي قدس سره في مجموعته المسمى بالكشكول، عن كميل بن زياد قال:

~~سألت مولانا أمير المؤمنين عليه السلام فقلت: يا أمير المؤمنين، أريد

Bogga 120