59

Fawaid Radawiyya

التعليقة على الفوائد الرضوية

أي هذه الموجودات بالقياس إلى النفس الملكوتية التي وقعت في أفق عالم

~~الوجوب والإمكان وهي البرزخ الذي بينهما لكي لا يبغيان، فهي عقل من الجنة

~~العالية ونفس من الجنة السافلة.

شؤون يبديها: أي يظهرها للنفس بعد ما خفيت في ذاتها العقلية وبطنت في

~~جنبتها العالية، وليس ذلك ابتداء وجود تلك الأشياء، بل ابتداء وجودها في

~~المرتبة العقلية، حيث صدرت من بارئها القيوم تعالى شأنه صدورا عقليا جمليا

~~وحدانيا مع العقل بالمعنى الذي يعرفه الكمل من أهل الإشراق (1) وليس غرض

~~هذا العارف كما فهمه أكثر أرباب الأذواق، من أن ذلك للموجودات بالنظر إلى

~~مبدأ الكل تعالى كيف؟! وقد تقرر في الأصول العرفانية عند أهل العناية

~~السابقة أن الموجودات بقضها وقضيضها وكلياتها وجزئياتها وغابراتها

~~وماضياتها بالنظر إلى الله جل برهانه صادرة في آنات وجودها ومراتب شهودها

~~ابتداء، وليس لها بالنظر إليه عز شأنه إلا الظهور الابتدائي (2) لا غيركما

~~يومئ بذلك ما في الأدعية السجادية، وقد مر واحد منها (3).

ولا أظن أن هذا العارف أراد بذلك الذي توهم البعض، لأنه أجل شأنا من أن

~~يتوهم ذلك فيه، لكن لا يعرف هذا الذي قلنا إلا من له قدم راسخ في التجريد،

~~ومن الله العون والتأييد.

قوله: " ذات العليا " هكذا في النسخ التي عندنا، ويمكن أن يكون الموصوف

~~مقدرا، أي ذات الحقيقة العليا بمعنى صاحبتها، فيكون إشارة إلى

Bogga 118