57

Fawaid Radawiyya

التعليقة على الفوائد الرضوية

بالرجوع إلى الكمال، ويعلمهم كتاب الله الذي هو الحقائق الموجودة، وهي

~~التصنيف الذي كتبه بيده المقدسة، حيث أوجد تلك الحقائق بيده التي هي تلك

~~النفوس الشريفة، وتريهم حقائق تلك الأشياء بالإلهامات الربانية، وتدعوهم

~~إلى عالم الغيب والشهادة.

وأما قوله: " ومنها بدت الموجودات " فعلى الناقص لا المهموز بمعنى ظهرت،

~~وفي التعبير عن صدور النفس عن العقل بالمهموز أي الابتداء، وعن صدور

~~الموجودات عن النفس بالناقص أي الظهور، سر لطيف أظنه لا يعرفه كل عريف، وهو

~~أن صدور النفس عن العقل ليس بأن تكون هي مندمجة فيه ثم ظهرت منه، بل هي هو

~~شائيا بمشية الله كونه مصدرا لجميع ما تحته، فظهور النفس من العقل، بل ظهور

~~الكل منه ابتدائي لا يسبقه أثر من النفس، إذ العقل كما حققنا هو النفس

~~الباطنة والنفس هي العقل الظاهر، لا أنهما موجودان متباينان اتصف أحدهما

~~بالظهور والآخر بالبطون، بل النفس هي العقل الظاهر بصورة الشوق والبارز

~~بصفة المشية والنور لإظهار الجواهر العقلية المودعة فيه.

وأما الموجودات الصادرة من النفس وهي أنوار عقلية وجواهر روحانية مندمجة

~~في العقل، فالنفس موجودة بالوجود العقلي المتأحد بالعقل، كما أومأنا إليه

~~آنفا، فصدورها عن النفس ليس ابتدائيا، بل ظهور بعد بطون وبروز غب كمون، حيث

~~ابتدأت من البارئ الأول في العقل ثم ظهرت في النفس العقلية، فقاطبة الحقائق

~~بالنظر إلى البارئ القيوم ابتدائية، وبقياس بعضها إلى

Bogga 115