54

Fawaid Radawiyya

التعليقة على الفوائد الرضوية

مبدأ ولادة الحيوان، ولا تستعمل الولادة في غير الحيوان.

قوله في النفس الناطقة: " بدء إيجادها عند الولادة الدنيوية " أراد بها

~~نزول المولود من الرحم عند المخاض، وقد عرفت أن هناك ابتداء ظهور العقل

~~الهيولاني.

قوله: " ومقرها العلوم الحقيقية " معناه من المعضلات عند العقلاء، إذ

~~الظاهر الثابت عند الجمهور عكس ذلك، لأن النفس محل للصور العقلية عندهم

~~(1).

أقول: وإنما يتيسر فهم ذلك بعد رفض ما في أيدي الظاهريين من الحكماء

~~بأصلين شريفين برهانيين عند بعض عباد الله المساكين:

أحدهما: أن التعقل ليس كما زعمه أتباع المشائين (2) ولا ما تراه أشياع

~~الإشراقيين من القول بالحصول أو الحضور (3) أو غيرهما من مذهب أرباب الفضول

~~(4) بل التعقل إنما هو برجوع النفس إلى ذاتها العقلية التي هي من تلك الجهة

~~على ما حققنا في بعض رسائلنا كل الأشياء.

وبعبارة: بوقوعها على بواطن الأشياء المندمجة (5) في ذاتها، كما أن

~~إدراكها للمحسوسات إنما هو بطلوعها وشروقها من أفق القوى، وإشراقها من شرف

~~الآلات وشبابك الأدوات وروازن الحواس ورواشن هؤلاء الجواس، وبوقوعها على

~~ظواهر الأجرام وسطوح الأجسام، وأنها تفعل هذين الأمرين - أي التعقل

~~والإحساس - بقوة واحدة هي نفس ذاتها، وإنما التكثر وقع في الآلات لوقوعها

~~في مواطن الكثرة والانقسامات، نظير ذلك

Bogga 112