50

Fawaid Radawiyya

التعليقة على الفوائد الرضوية

إذ النفس فعلها في المادة، فلا تكون المادة فعلا لها ولا هي تسبقها، وكذا

~~المادة، إذ لا يتأتى منها أصلا، والصورة إنما وجودها بالمادة، فكيف تكون

~~فاعلة لها؟! والجسم متأخر عن المادة والصورة، فلا يكون شيء منها بأول صادر

~~عن المبدأ، فبقي أن يكون العقل هو الصادر الأول، فلو لم يكن العقل كل

~~الأشياء يلزم من صدوره عنه تعالى أن يكون له سبحانه جهة خصوصية بالنسبة

~~إليه دون ما سواه، وقد استحال ذلك كما قلنا فوجب من ذلك بالضرورة أن يكون

~~هو كل الأشياء.

وهذا برهان شريف على وحدة العقل مع تكثره بوجه ما، وقد تفردت بفهمه عن

~~الله تعالى، إلا أني بعد ذلك وجدت في كلام المعلم الأول ما يمكن أن يرجع

~~إلى هذا، وهو قوله في اثولوجيا بعد سؤال وكلام: فلما كان - أي المبدأ الأول

~~- واحدا محضا انبجست منه الأشياء (1) انتهى.

وبالجملة: ليس الكثرة التي نقولها في العقل كالكثرة التي هناك، حاشاه من

~~ذلك، بل هو في كمال البساطة وأجمع الجمعية وأشد الوحدانية، وإنما الكثرة

~~ليست في ذات العقل، بل كثرة بعد الذات، وأما البارئ القيوم فلا كثرة عنده

~~أصلا لا في الذات ولا مع الذات ولا بعد الذات وذلك من

Bogga 102